قال الإمام في "الضعيفة" [رقم ٥٨٤٢]، بعد أن ساق هذا الإسناد: "قلتُ: الحسن بن ميمون هذا: لم أجد له ترجمة فيما لدى من المراجع ... ". قلتُ: ما هو ذاك، إنما صاحبنا هنا هو (إسحاق بن الحسن بن ميمون) أبو يعقوب الحربى الثقة المعروف؛ وهو مترجم في "تاريخ مدينة السلام" [٦/ ٣٨٢]، فكأن: (إسحاق) قد سقط من نسخة الإمام من "مستدرك الحاكم" أو سقط هو من نظره عفوًا. وحاصل هذا: أن الإسناد مستقيم إلى عباد بن العوام به .... ، لكن عبادًا قد خولف فيه، خالف محمد بن فضيل وأبو معاوية الضرير وهشيم كلهم عن داود بن أبى هند عن رجل لم يسم عن أبى هريرة به. قلتُ: وتابعهم الثورى على هذا الوجه أيضًا، إلا أنه اختلف عليه في سنده، فرواه عنه وكيع وعبد الرزاق وغيرهما على اللون الماضى؛ وخالفهم أشعث بن عطاف، فرواه عن الثورى فقال: عن ابن أبى هند عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به ... ، فَسمَّى شيخ داود فيه (ابن المسيب) هكذا أخرجه أبو عمرو بن نجيد في "جزئه المشهور" [رقم ١٧/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، من طريق محمد بن حميد الرزاى عن أشعث به. قلتُ: وهذه مخالفة تالفة، وأشعث: مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" وَمشَّاه أبو حاتم وأبو زرعة، لكن أورده ابن عدى في "الكامل" [١/ ٣٧٩ - ٣٨٠]، وساق له جملة أخبار من مروياته عن الثورى، ثم قال: (ولأشعث أحاديث غير ما ذكرته عن الثورى لا يتابع عليها) ثم قال: (ولم أر له منكرًا، إلا أنه يخالف الثقات في الأسانيد). قلتُ: والتحقيق بشأنه: أنه صدوق يكتب حديثه وينظر فيه، ولا يحتمل منه التفرد عن مشاهير الثقات، فضلًا عن أن يخالف الناس في الراوى عن هؤلاء، ثم إن الراوى عنه (محمد بن حميد الرازى) فيه كلام معروف، وحاصله: أنه حافظ عارف؛ إلا أنه واه، وهو من رجال "التهذيب" =