للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وشيخه من رجال "الميزان" و"لسانه" ثم جاء بعضهم وروى الحديث عن الثورى فقال: (عن داود ابن أبى هند عن أبى صالح عن أبى هريرة) هكذا ذكره الدارقطنى في "علله" [١١/ ٢١٥]، ثم قال: "وذلك وهم من قائله، والمحفوظ عن الثورى عن داود عن شيخ عن أبى هريرة، وهو الصواب" وهو كما قال بلا ريب، ثم جاء عليّ بن عاصم الواسطى وخالف الجميع في سنده عن داود، فقال: عن داود قال: نزلت جديلة قيس، فسمعت شيخًا أعمى يقال له: أبو عمر! يقول: سمعت أبا هريرة يقول: .. وذكر الحديث، هكذا أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" [ص ٧٠]، وعنه اليبهقى في "الدلائل" [رقم ٢٩١٠]، من طريق يحيى بن أبى طالب عن علي به.
قلتُ: وعليّ هذا ضُعِّفَ لكثرة خطئه؛ وإصراره على وهمه، إلا أنه لم ينفرد بروايته على هذا الوجه، بل تابعه مكى بن إبراهيم عن داود بن أبى هند قال: نزلت جديلة قيس، فإذا أمامهم رجل أعمى يقال له: أبو عمر، فسمعته يقول: سمعت أبا هريرة يقول: ... وساق الحديث، هكذا أخرجه اليبهقى في الآداب [رقم ٢٨٦]، وفى "الزهد" [رقم ٢٤١]، بإسناد مستقيم إلى مكى به.
قلتُ: واللون الأول من رواية الثورى وغيره عن داود هو المحفوظ، وأرى أن قول مكى بن إبراهيم عن داود: يوافق قول الجماعة أيضًا، فإنه لم يُسَمّ شيخ داود فيه، غاية ما جاء به: أنه نسبه إلى (جديلة قيس) وكناه بـ (أبى عمر) وماذا في هذا؟! فما خرجنا بكنية الرجل ونسبه عن جهالته أصلًا، وقد زعم العلائى في "جامع التحصيل" [ص ٩٦]، أن هذا انرجل: (هو أبو عمر الجدلى) وقال: (وهو معروف) وذلك بعد أن ساق رواية عليّ بن عاصم السابقة عند الحاكم وعنه البيهقى، وهو يعنى بـ (أبى عمر الجدلى) هذا: قيس بن مسلم العدوانى الثقة المشهور، المحتج به عند (الجماعة).
وهذه غفلة مكشوفة جدًّا، لأن قيسًا هذا لم يدرك أبا هريرة ولا كاد، بل هو من أقران داود الراوى عنه، وكيف غفل العلائى عن كون الشيخ قد صرح بسماعه من أبى هريرة في رواية عليّ بن عاصم المشار إليها؟! فعلى تسليم كون رواية عليّ بن عاصم - ومعه مكيّ بن إبراهيم - محفوظة عن داود بن أبى هند، فإن شيخ داود لا يزال مجهول الجهالتين عندنا، غاية ما في الباب: أننا قد عرفنا أنه شيخ من (جديلة قيس) ويكنى بـ (أبى عمر) فماذا حصلنا؟! وبأى شئ في حال الرجل تمسَّكْنَا؟!. =

<<  <  ج: ص:  >  >>