قلتُ: إنما هو حسن فقط، للكلام المعروف في العلاء بن عبد الرحمن. ثم جاء الهيثمى وقال في "المجمع" [٥/ ٤٣٤]: "رواه أبو يعلى من رواية إسماعيل، ولم ينسبه، عن ابن عجلان، ولم أعرف إسماعيل، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلتُ: كذا قال، فأيش هذه الغفلة؟! ومن جاء بابن عجلان هنا؟! وإسماعيل في سنده: هو ابن جعفر بن أبى كثير، الثقة الثبت المعروف جدًّا، ولو رجع الهيثمى ببصره قبل ما يزيد على ثلاثين حديثًا؛ لوجد المؤلف قد نسبه، كما في الحديث [رقم ٦٤٨٢]، ولكن كأن الهيثمى قد طُبِعَ على العجلة في كتبه، وإلا فمن أين كانت تأتيه تلك الأوهام الفاحشة؟!. ثم اعلم يا رعاك الله: أن الحديث هنا موقوف كما ترى، لكن قد اختلف على العلاء بن عبد الرحمن في ذلك، فرواه عنه إسماعيل بن جعفر موقوفًا كما مضى؛ وخالفه جماعة، كلهم رووه عن العلاء به مرفوعًا، ومن هؤلاء: ١ - سليمان بن بلال على نحو رواية المؤلف: عند البيهقى في "الدلائل" [٦/ ٥٠٧/ الطبعة العلمية]، بإسناد مستقيم إليه به. وهكذا أخرجه تمام في "فوائده" [٥/ ١٢٧/ رقم ١٧١٥/ مع الروض البسام]، من طريق آخر صحيح إلى سليمان به. ٢ - وعبد الله بن جعفر المدينى: على نحوه: عند ابن أبى خيثمة في "تاريخه" [٣٨٣٥]، من طريق عبد السلام بن صالح عن عبد الله به. قلتُ: وابن جعفر هذا: ضعيف واه، وهو من رجال ابن ماجه والترمذى وحدهما، فراجع ترجمته من "التهذيب وذيوله"؛ لكنه متابع كما مضى وسيأتى، والراوى عنه: تكلموا فيه أيضًا. ٣ - ورواه عبد العزيز بن أبى حازم المدنى: على نحوه عن العلاء بإسناده به مرفوعًا: عند ابن أبى خيثمة في "تاريخه" [رقم ٣٨٣٦]، من طريق مصعب بن عبد الله الزبيرى عن ابن أبى حازم به. قلت: وهذا إسناد ثابت إلى عبد العزيز؛ وهو ثقة فقيه من رجال الجماعة. وبعد: فقد رأيت - أراك الله الخير - أن إسماعيل بن جعفر قد خولف في رفع الحديث، خالفه عبد العزيز بن أبى حازم وسليمان بن بلال، فروياه عن العلاء به مرفوعًا. =