والأصل في رواية ابن عجلان عن سعيد المقبرى: هو السلامة حتى يظهر الخلل، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار" وغيره. وقد اختلف على ابن عجلان في رفعه، فرواه عنه مشاهير أصحاب على الوجه الماضى مرفوعًا، وخالفهم خالد بن الحارث أبو عثمان البصرى، فرواه عن ابن عجلان به موقوفًا، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" [١٠/ ٣٥١]، ثم قال: "ورفعه صحيح". قلتُ: وهو الصواب ... وقد يكون الوجهان محفوظين جميعًا، ويُحْمَل هذا: على حضور باعث النشاط وغيبته عند ابن عجلان، والله المستعان. وقد استوفينا الكلام على هذا الحديث وطرقه في "غرس الأشجار". ٦٥٣٦ - صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [٢٥٤٢١]، ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" [رقم [١٣٤٠]، وهناد في "الزهد" [٢/ رقم ١٠٣٧]، وابن حبان [١٠٣٣]، والحاكم [١/ ٧١٤]، والبخارى في "الأدب المفرد" [رقم ١١٧]، وأبو أحمد العسكرى في "تصحيفات المحدثين" [ص ٣٢٣]، والبيهقى في الدعوات [رقم ٢٩٦]، وغيرهم من طريق أبى خالد سليمان بن حيان الأحمر عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به ... وهو عند بعضهم: بنحوه .... ؛ ووقع عند البخارى: (فإن جار الدنيا .. ) كذا، بدل: (فإن جار البادية .. ) وهو لفظ شاذ، كما نَبَّه عليه الإمام في "الصحيحة" [رقم ٣٩٤٣]، وقد تكون لفظة: (الدنيا) محرفة من (البادية) قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم". =