وهذا كله جهلٌ من الرواة بما في ضمن ذلك من الخيانة على الإسلام؛ لأنه قد يُبنَى على الحديث حكْمٌ فيعمل به؛ لحسن ظن الراوى بالمجهول! ثم إنظر إلى من وضع هذا الحديث؛ فإن اللقمة إذا وقعت في مجرى البول؛ وتداخلتها النجاسة؛ فرأبت؛ لا يتصور غسلها؛ وكأن الذي وضع هذا: قصد أذى المسلمين والتلاعب بهم! " نقله عنه البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٤/ ٩٤]، وقد سقط هذا الحديث، والكلام عليه من "الموضوعات" لابن الجوزى. وقال الحافظ في "المطالب" [١٠/ ٧٨٨ - ٧٨٩/ طبعة العاصمة]، بعد أن ساق الحديث عن طريق المؤلف: "وهب هذا: هو أبو البخترى القاضى المعروف بالكذب، ووضع الحديث، وهذا الحديث: مما افتراه، وقد ذكره ابن الجوزى في "الموضوعات" وكشف أمر هذا الحديث وأجاد". قلتُ: وقد أورده جماعة ممن ألفوا في الأحاديث الموضوعة والباطلة، منهم ابن القيم: في "المنار المنيف" [ص ٦٥]، والذهبى في "تلخيص الموضوعات" [ص ١٥٠]، والسيوطى في "اللآلئ المصنوعة" [٢/ ٢١٧]، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" [٢٩٦١٢]، وجماعة غيرهم. راجع ترجمة وهب بن وهب القاضى أبى البخترى القرشى: في "الميزان ولسانه" [٦/ ٢٣١ - ٢٣٢، ٢٣٣]. وللحديث: طريق آخر: وشاهد من رواية ابن مسعود، وكلاهما ساقطان لا شئ، راجع الكلام عليهما في "الضعيفة" [رقم ٣٤٢٧]، للإمام. =