للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله تذكر عن أبيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَخَذَ لُقْمَةً أَوْ كِسْرَةً مِنْ مَجْرَى الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، فَاخَذَهَا فَأَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى وَغَسَلَهَا غَسْلًا نِعِمَّا، ثُمَّ أَكْلَهَا لَمْ تَسْتَقِرَّ فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ"، فما كنت لأستخذم رجلًا من أهل الجنة.


= قلتُ: ورواه عيسى بن سالم مرة أخرى فقال: (حدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحمن المدينى عن جعفر بإسناده به ... )، وأخرجه الخطيب أيضًا [٢/ ٥١٠ - ٥١١]، و (عبد الوهاب) هو نفسه: (وهب بن عبد الرحمن) في الإسناد الأول؛ وإنما كان عيسى يدلسه؛ لسقوطه عند النقاد جدًّا، وهكذا كان يدلسه غير واحد من الرواة عنه، ومن طريق الخطيب البغدادى: أخرج ابن الجوزى هذا الحديث في "الموضوعات" ثم قال: هذا حديث موضوع، والمتهم بوضعه: وهب بن عبد الرحمن، وهو وهب بن وهب القاضى؛ وإنما دلسه عيسى بن سالم؛ وقد دلسه مرة أخرى فقال: عبد الوهاب بن عبد الرحمن المدينى، وقد دلسه محمد بن أبى السرى العسقلانى فقال: وهب بن زمعة القرشى، وهو وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود.
وهذا كله جهلٌ من الرواة بما في ضمن ذلك من الخيانة على الإسلام؛ لأنه قد يُبنَى على الحديث حكْمٌ فيعمل به؛ لحسن ظن الراوى بالمجهول! ثم إنظر إلى من وضع هذا الحديث؛ فإن اللقمة إذا وقعت في مجرى البول؛ وتداخلتها النجاسة؛ فرأبت؛ لا يتصور غسلها؛ وكأن الذي وضع هذا: قصد أذى المسلمين والتلاعب بهم! " نقله عنه البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٤/ ٩٤]، وقد سقط هذا الحديث، والكلام عليه من "الموضوعات" لابن الجوزى.
وقال الحافظ في "المطالب" [١٠/ ٧٨٨ - ٧٨٩/ طبعة العاصمة]، بعد أن ساق الحديث عن طريق المؤلف: "وهب هذا: هو أبو البخترى القاضى المعروف بالكذب، ووضع الحديث، وهذا الحديث: مما افتراه، وقد ذكره ابن الجوزى في "الموضوعات" وكشف أمر هذا الحديث وأجاد".
قلتُ: وقد أورده جماعة ممن ألفوا في الأحاديث الموضوعة والباطلة، منهم ابن القيم: في "المنار المنيف" [ص ٦٥]، والذهبى في "تلخيص الموضوعات" [ص ١٥٠]، والسيوطى في "اللآلئ المصنوعة" [٢/ ٢١٧]، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" [٢٩٦١٢]، وجماعة غيرهم.
راجع ترجمة وهب بن وهب القاضى أبى البخترى القرشى: في "الميزان ولسانه" [٦/ ٢٣١ - ٢٣٢، ٢٣٣].
وللحديث: طريق آخر: وشاهد من رواية ابن مسعود، وكلاهما ساقطان لا شئ، راجع الكلام عليهما في "الضعيفة" [رقم ٣٤٢٧]، للإمام. =

<<  <  ج: ص:  >  >>