٣ - ومروان بن سالم: هو الشامى الذي يقول عنه الساجى وأبو عروبة الحرانى: "يضع الحديث"، زاد الأول: "كذاب" وتركه النقاد فترك إلى الأبد، ما أشبهه بـ (يحيى بن العلاء)!. ٤ - وطلحة بن عبيد الله العقيلى: شيخ غائب لا يُدرى من يكون؟! وكل هؤلاء من رجال "التهذيب" سوى الأخير؛ فهو مترجم في "التهذيب وذيوله" (تمييزًا). وقد رأيت: جبارة بن المغلس قد توبع على هذا الحديث عن يحيى بن العلاء بإسناده به ... تابعه عمرو بن عون السلمى الإمام الحافظ الثقة المأمون: عند البيهقى في "الشعب" [١١/ رفي ٨٢٥٤/ طبعة مكتبة الرشد]، وابن بشران في "أماليه" [رقم ٤٨٨]، كلاهما من طريق عليّ بن عبد العزيز البغوى عن عمرو به ... ولفظ البيهقى في آخره: ( ... رفعت عنه أم الصبيات) أما لفظ ابن بشران فهو هكذا: "نفعت عند لقى الحساب" وليس عنده (أم الصبيان) ولا الصبيات، قال البيهقى: "في هذا الإسناد ضعف". قلتُ: هذا تسامح شديد، بل في الإسناد عقارب ناهسة، وأفاعى لاهثة. وقد اكتفى الهيثمى في "المجمع" [٤/ ٩٥]، بإعلاله بـ (مروان بن سالم وحده) وخالفه صاحبه البوصيرى، فأعله بـ (يحيى بن العلاء) وحده، في "إتحاف الخيرة" [٥/ ١٢٢]، وهذا قصور من الرجلين جميعًا. والحديث: أنكره ابن عدى على (يحيى بن العلاء) وساقه له في ترجمته من "الكامل" وتبعه عليه الذهبى في "الميزان" [٤/ ٣٩٧]، وقد ضعف سنده العراقى في "المغنى" [٢/ ٦٣]، والمناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [٢/ ٨٦٥/ طبعة مكتبة الشافعي]، ورجال إسناده لا تساعدهما على ذلك الضعف أصلًا، لاسيما المناوى، فإنه لام الهيثمى على إعلاله الحديث بـ (سالم بن مروان) وحده، وتعقبه في "الفيض" [٦/ ٢٣٨]، قائلًا: "أقول: تعصيبه الجناية برأسه وحده، يؤذن بأنه ليس فيه مما يحمل سواه، والأمر بخلافه، ففيه يحيى بن العلاء البجلى الرازى، قال الذهبى في "الضعفاء والمتروكين": قال أحمد: "كذب وضّاع"، وقال في "الميزان": "قال أحمد: كذاب يضع ... ". قلتُ: فإسناد فيه هاتان المصيبتان كيف يكون ضعيفًا وحسب؟!. =