قلتُ: وهذا إسناد ضعيف واه، فيه علتان: الأولى: إبراهيم بن الفضل: وهو ساقط الحديث عندهم. لكنه لم ينفرد به؛ بل تابعه عليه شيخ أشرُّ منه، وهو يحيى بن العلاء البجلى عن ابن عقيل عن ابن جعفر به ... أخرجه البزار في "مسنده" [٦/ رقم ٢٢٥٦]، وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" [رقم ٣٣٥]، من طريق عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء به. قلتُ: ويحيى هذا متهم بالوضع والتوليد، وهو من رجال: "التهذيب" وقد قال البزار عقبه: (وهذا الحديث: لا نعلم رواه عن ابن عقيل إلا يحيى بن العلاء) وتعقبه المحدث أبو إسحاق الحوينى في "تنبيه الهاجد" [رقم ٣٩١]، فقال: "قلتُ: رضى الله عنه، فلم يتفرد به يحيى بن العلاء، بل تابعه إبراهيم بن الفضل عن عبد الله بن محمد بن عقيل مثله ... ". قلتُ: هذا تعقيب لا يلزم البزار أصلًا، وقد رددناه على صاحبه في (إيقاظ العابد بما وقع من الوهم في تنبيه الهاجد) ولله الحمد. والعلة الثانية: عبد الله بن محمد بن عقيل: شيخ مختلف فيه، وهو ضعيف على التحقيق؛ لاضطرابه وكثرة خطئه مع مناكير لا يتابع عليها، والكلام فيه طويل الذيل، وقد فصلناه في تعليقنا على "ذم الهوى" لابن الجوزى [١/ رقم ٤٥٦]. لكن ابن عقيل لم ينفرد به عن عبد الله بن جعفر، بل تابعه عليه: عبد الرحمن بن أبى رافع عند الترمذى في "جامعه" [١٧٤٤]، وفى "الشمائل" [رقم ٩٨]، وفى "علله" [٣٢٣]، والنسائى =