قلت: وحديث المكاتب يأتى عند المؤلف قريبًا [برقم ٣٩٥٦]، والحق: أن نبهان هذا شيخ لا تقوم بحديثه الحجة، وغمامة الجهالة: لا تزال تظله أينما كان! ولا ينفعه توثيق من تساهل ووثقه؛ إزاء إنكار الإمام أحمد وبعضهم لحديثه هذا وغيره، وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار" بما لا مزيد عليه؛ وراجع "الإرواء" [٦/ ٢١٠ - ٢١١] و"الضعيفة" [رقم ٥٩٥٨] للإمام ... واللَّه المستعان. ٦٩٢٣ - صحيح: مضى الكلام عليه قريبًا [برقم ٦٩٢١]. • تنبيه مهم: الحديث موقوف على أم سلمة كما ترى، لكنه كان قد وقع مرفوعًا في إسناد المؤلف من الطبعتين، هكذا: (عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:)، كذا، والظاهر عندى: أن قوله: (قال النبي - صلى الله عليه وسلم -)، زيادة مدرجة من الناسخ سهوًا، والصواب أنه: (عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت به ... ) هكذا ساق البوصيرى إسناد المؤلف في "إتحاف الخيرة" [١/ ٧٧/ طبعة دار الوطن]، وقال عقبه: "موقوف" وقبله ساقه الحافظ أيضًا في "المطالب" [٢/ ٩٥/ طبعة دار العاصمة]، وقال عقبه: "ولم يرفعه". ويؤيده: أن الدارقطنى قد نصَّ في كتابه "العلل" [١٥/ ٢٥١]، على أن المبارك بن فضالة قد روى هذا الحديث عن الحسن البصرى عن أمه عن أم سلمة به موقوفًا عليها، وهكذا أخرجه أبو القاسم البغوى في "الجعديات" [٣١٩٠]، من طريق المبارك بإسناده به موقوفًا. وأنا أستبعد أن يكون المؤلف قد رواه في "مسند الكبير" موقوفًا، ثم عاد ورواه من نفس الطريق في مسنده هذا مرفوعًا، هذا عندى لا يجئ، وكما زاد الناسخ سهوًا في سنده تلك الجملة المشار إليها: (قال النبي - صلى الله عليه وسلم -) فقد سقط منه - أو من الطابع - في الطبعتين من مسند المؤلف قوله: (عن أمه) بين الحسن البصرى وأم سلمة، واللَّه المستعان.