قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم؛ رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" وقد أعل بما لا يقدح؛ كما بيناه في "غرس الأشجار". ٧٠٣٧ - صحيح: أخرجه النسائي [٢٣٦٧]، وأحمد [٦/ ٢٨٧]، وابن أبي شيبة [٩٢٢٨]، وعبد بن حميد في "المنتخب" [١٥٤٥]، وغيرهم من طريق زائدة بن قدامة عن عاصم بن بهدلة عن المسيب بن رافع عن حفصة به. قلتُ: هذا إسناد معلول، والمسيب بن رافع لا يعرف له سماع من حفصة أصلًا، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عاصم عن المسيب فأدخل فيه (سواء الخزاعى) بينه وبين حفصة، ورواه آخر عن عاصم فقال: عن المسيب عن حارثة بن وهب عن حفصة به ... ثم جاء حماد بن سلمة وخالف الجميع في سنده، ورواه عن عاصم فقال: عن سواء الخزاعى عن حفصة قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم ثلاثة أيام من الشهر: الإثنين والخميس والإثنين من الجمعة الأخرى). هكذا أخرجه أبو داود [٢٤٥١]- واللفظ له - والنسائي [٢٣٦٦]، وأحمد [٦/ ٢٨٦، ٢٨٧]، والمؤلف [برقم ٧٠٤٧، ٧٠٥٩]، والطبراني في "الكبير" [٢٣/ رقم ٣٥٢]، والبيهقي في "سننه" [٨٢٢٩]، وفي "الشعب" [٣/ رقم ٢٧٨٦، ٣٨٥٠]، وابن راهويه [١٩٨٧]، وعبد بن حميد في "المنتخب" [١٥٤٤]، وجماعة من طرق عن حماد بإسناده به. قلتُ: فهذه ثلاثة ألوان من الاختلاف على عاصم في سنده، وهناك لون رابع، ذكرناه في "غرس الأشجار" ومدارها كلها على عاصم بن بهدلة: وقد تكلم جماعة في حفظه، ونقل عن حماد بن سلمة أنه قال: (خلط عاصم في آخر عمره) فالظاهر عندي: أنه اضطرب في سند الحديث على تلك الألوان كلها. =