قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن العالية بنت سبيع عن ميمونة إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث". قلتُ: لم ينفرد به الليث، بل تابعه عليه عمرو بن الحارث المصرى عند أبي داود والنسائي وجماعة. وقد نقل ابن الملقن في "البدر المنير" [١/ ٦٠٦]، عن المنذري أنه قال بعد أن ذكر الحديث: "إسناده حسن". قلتُ: مداره على عبد الله عن مالك، وهو شيخ غائب الحال، قد انفرد ابن حبان بتوثيقه، ولم يذكروا من الرواة عنه سوى رجلين، وأمه العالية، لم يرو عنه سوى ابنها وحده، ولم يؤثر توثيقها إلا عن العجلي وحده، وقد عرف تساهله جدًّا. لكن للحديث شاهد من رواية ابن عباس به نحوه ... عند الدارقطني في "سننه" [١/ ٤١]، ومن طريقه البيهقي في "سننه" [٦٥]، وسنده جيد؛ بل صححه الدارقطني؛ وحسنه الحافظ في "التلخيص" [١/ ٤٩]، وقد أعله بعضهم، وناقشناه في "غرس الأشجار". وقد مضى الحديث من رواية ابن عباس به نحوه دون قوله في آخره: (يطهرها الماء والقرظ) فانظر الماضي [برقم ٧٠٧٩].