قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن حنظلة إلا عباد - يعنى ابن العوام - ولا يروى عن ميمونة إلا بهذا الإسناد". قلتُ: قد توبع عباد عليه؛ تابعه عبد الوارث بن سعيد عند أحمد، ولكن في سياق أتم من سياق الطبراني، وقد قال الهيثمي في "المجمع" [٢/ ٤٦٨]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف والطبراني، قال: "وفيه حنظلة السدوسي، ضعفه أحمد وابن معين، ووثقه ابن حبان". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة" [٢/ ١١١]: "مدر إسناد الحديث على حنظلة السدوسي، وهو ضعيف". قلتُ: حنظلة هذا: شيخ منكر الحديث كما قال أحمد؛ وكان قد اختلط أيضًا، وهو من رجال الترمذي وابن ماجه وحدهما. وقد خولف في إسناده أيضًا، كما شرحناه في "غرس الأشجار". والحديث: صحيح على كل حال؛ فلشطره الأول: شواهد عن جماعة من الصحابة به مثله ... صح ذلك من حديث عائشة وعلى بن أبي طالب وغيرهما. وقد خرجناها في "غرس الأشجار". وحديث عائشة: عند أحمد [٦/ ٢١٦]، وابن خزيمة [١١١٤]، وجماعة؛ وحديث على عند أبي داود [١٢٧٢]، وصحح سنده النووي في "الرياض" [رقم ١١٢٨]، وسنده صالح وحسب؛ لكن متنه معلول. ولشطره الثاني: شواهد ثابتة أيضًا: أشهرها: حديث عائشة عند البخاري ومسلم وجماعة قالت: (أحب الصلاة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما دووم عليه وإن قلت؛ وكان إذا صلى صلاة دوام عليها) لفظ البخاري [١٨٦٩]، وعند مسلم [٧٤٦]: (كان نبى الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها ... ).