للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٣٧ - حدّثنا عمرو بن محمد الناقد حدّثنا الخضر بن محمد الحرانى حدّثنا محمد بن سلمى عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمى، عن مالك بن أبى عامر قال: جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله فقال: يا أبا محمد أرأيتك هذا اليمانى أو قال الخضر: اليمانى هو أعلم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم - يعنى: أبا هريرة - نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم؟ فقال: أما أن يكون قد سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع فلا أشك وسأخبرك عن ذلك: إنا كنا أهل بيوت، وكنا إنما نأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غدوة وعشية، وكان مسكينًا لا مال له إنما هو على باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا أشك أنه قد سمع ما لم نسمع، وهل تجد أحدًا فيه خير يقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل؟! ".


= قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم له عن طلحة إسنادًا إلا هذا الإسناد، ولا نعلم روى هذا الكلام في أبى هريرة، إلا طلحة".
قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق".
قلت: وهذا إسناد صالح لولا أن ابن إسحاق لم يذكر فيه سماعًا، وهو يدلس عن الضعفاء والمجاهيل وعن شر منهم، كما وصفه بذلك أحمد والدارقطنى وغيرهما، وحكاه عنهم الحافظ في "طبقات المدلسين" [ص/ ٥١].
ثم ترى الحافظ يحسِّن إسناد الحديث في "الفتح" [٧/ ٧٥]، وهذه غفلة مكشوفة عما سطره بنفسه في حق ابن إسحاق بـ: "طبقات المدلسين"، وقبله قد جازف الحاكم على عادته وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلت: وليس في "الصحيح" ولا أحدهما حديث بتلك الترجمة قط، بل لم يحتج الشيخان بابن إسحاق أصلًا، وإنما أخرج له مسلم في "المتابعات" وحسب، كما جزم به المزى وغيره.
وقد رأيتُ الشهاب البوصيرى قد قال في "إتحاف الخيرة" [٧/ ٣١٣]: "رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق"، وهذا من أخطائه التى يقع فيها كثيرًا، ومن أين له أن ابن إسحاق قد دلس فيه؟، وليس عدم تصريح ابن إسحاق بالسماع دليلًا على كونه لم يسمعه من شيخه، وإنما هو قرينة وحسب. وهلا قال البوصيرى: "إسناده ضعيف" لعدم تصريح ابن إسحاق فيه بالسماع"؟، وراجع: ما علقناه في تخريج الحديث الآتى [برقم/ ٤٥٧٦]، بشأن تلك القضية التى يقع فيها البوصيرى وجماعة.
٦٣٧ - ضعيف: انظر قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>