قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق". قلت: وهذا إسناد صالح لولا أن ابن إسحاق لم يذكر فيه سماعًا، وهو يدلس عن الضعفاء والمجاهيل وعن شر منهم، كما وصفه بذلك أحمد والدارقطنى وغيرهما، وحكاه عنهم الحافظ في "طبقات المدلسين" [ص/ ٥١]. ثم ترى الحافظ يحسِّن إسناد الحديث في "الفتح" [٧/ ٧٥]، وهذه غفلة مكشوفة عما سطره بنفسه في حق ابن إسحاق بـ: "طبقات المدلسين"، وقبله قد جازف الحاكم على عادته وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". قلت: وليس في "الصحيح" ولا أحدهما حديث بتلك الترجمة قط، بل لم يحتج الشيخان بابن إسحاق أصلًا، وإنما أخرج له مسلم في "المتابعات" وحسب، كما جزم به المزى وغيره. وقد رأيتُ الشهاب البوصيرى قد قال في "إتحاف الخيرة" [٧/ ٣١٣]: "رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق"، وهذا من أخطائه التى يقع فيها كثيرًا، ومن أين له أن ابن إسحاق قد دلس فيه؟، وليس عدم تصريح ابن إسحاق بالسماع دليلًا على كونه لم يسمعه من شيخه، وإنما هو قرينة وحسب. وهلا قال البوصيرى: "إسناده ضعيف" لعدم تصريح ابن إسحاق فيه بالسماع"؟، وراجع: ما علقناه في تخريج الحديث الآتى [برقم/ ٤٥٧٦]، بشأن تلك القضية التى يقع فيها البوصيرى وجماعة. ٦٣٧ - ضعيف: انظر قبله.