قال البدر العينى في "البناية": "إسناده صحيح" نقله عنه المعلق على "نصب الراية" [١/ ١٨٠/ الطبعة القديمة]. وقبله قال مغلطاى في شرح ابن ماجه [١/ ٦٥٨]: (رواه الدارقطنى بإسناد صحيح لا علة فيه). قلتُ: بل حديث منكر، وإسناده معلول، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيحين" سوى (عمر بن إسحاق بن يسار) وهو أخو محمد بن إسحاق بن يسار صاحب "المغازى"؛ وقد اختلف فيه كأخيه، فذكره ابن حبان وابن خلفون كلاهما في "الثقات" لكن قال الدارقطنى: "ليس بقوى" وهذا جرح مقدم على مطلق توثيقه، لا سيما مع ما عرف من تساهل ابن حبان في التوثيق، وقريب منه: ابن خلفون أيضًا، وهو من رجال "الميزان" [٥/ ٢١٩]، و "لسانه" [٤/ ٢٨٥]، و "تعجيل المنفعة" [ص ٢٩٦]. وقد أشار الهيثمى إلى إعلال الحديث به في "المجمع" [١/ ٥٨٣]. وقد سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث فلم يقبله، وقال: "ذاك من كتاب" كما نقله عنه أبو زرعة الشامى في "تاريخه" [١/ ٦٣١]. وقد شرحنا قول الإمام أحمد هذا في "غرس الأشجار" ورددنا على من قوى الحديث بكونه وجادة معتبرة، يعنى استنادًا إلى قول عمر بن إسحاق: (قرأت في كتاب لعطاء بن يسار ... ) ونسى هذا الزاعم: أن عطاء لم يجز هذا الكتاب لابن إسحاق، ثم ابن إسحاق نفسه ضعفه الدارقطنى كما مضى؛ فلا يُؤْمَنُ منه أن يكون غلط في قراءته، ولا يشفع له قراءته بحضرة صاحبه عطاء بن يسار، وانفراد ابن إسحاق بمثل هذا الحديث الفائدة مما لا يحتمل أصلًا، وعطاء: =