للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٠٩٩ - حَدَّثَنَا الزمانى، حدّثنا عبد الوهاب، حدّثنا المثنى، عن عمرو بن شعيب، عن سليمان بن يسار مولى ميمونة، عن ميمونة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنِ اتَّقَى فِيهَا وَأَصْلَحَ، وَإلا فَهُوَ كالآكِلِ وَلا يَشْبَع، فَبُعْدُ النَّاسِ كَبُعْدِ الْكَوْكبَيْنِ: أَحَدُهُمَا يَطْلُعُ مِنَ المشْرِقِ، وَالآخَرُ يَغِيبُ بِالمغْرِبِ".


= ومدار الحديث على سماك بن حرب؛ وقد وثقه جماعة؛ لكن تكلم غير واحد في روايته عن عكرمة خاصة، ووصفوها بالاضطراب، وقد شرحنا حاله فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم ٢٣٣٢]. فراجعه هناك.
واضطرابه في هذا الحديث: ظاهر إن شاء الله؛ فتارة يجعله من "مسند ميمونة" كما رواه شريك عنه؛ وتارة يجعله من (مسند ابن عباس) كما رواه عنه الثورى وجماعة، وتارة يجعله عن عكرمة به مرسلًا، كما رواه عنه شعبة - وهو المحفوظ عنه - وحماد بن سلمة وغيرهما، ولذلك جزم الإمام أحمد كما مضى بكونه حديثًا مضطربًا، وقد نقل الطبرى في "تهذيب الآثار" عن بعضهم أنه أعل الحديث بسبع علل على التوالى، وأعله بعضهم بكون سماك كان قد تغير بأخرة حتى صار يتلقن.
والعلة القادحة عندى: هي اضطراب سماك فيه، مع قول من تكلم في روايته عن عكرمة أيضًا، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث جدًّا في "غرس الأشجار" بما لا مزيد عليه.
وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - اغتساله بفضل ميمونة كما أخرجه مسلم [٣٢٣]، وجماعة ... والله المستعان لا رب سواه.
٧٠٩٩ - منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير" [٢٤/ رقم ٥٨]، وابن أبى عاصم في "الزهد" [رقم ١٥٦]، من طريق عبد الوهاب الثقفى عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار عن ميمونة به ... مختصرًا بالفقرة الأولى منه فقط.
قال الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٤٣٠]، بعد أن عزاه إلى المؤلف والطبرانى: "فيه المثنى بن الصباح، وهو ضعيف".
قلتُ: المثنى هذا شيخ واه مختلط، وهو من رجال الأربعة إلا النسائي، وباقى رجال الإسناد ثقات أئمة؛ وقد اختلف في سنده على المثنى، فرواه عنه عبد الوهاب الثقفى على الوجه الماضى؛ وخالفه ابن لهيعة، فرواه عن المثنى فقال: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن سليمان بن يسار عن ميمونة به نحوه ... ، فزاد فيه واسطة بين عمرو بن شعيب وسليمان. =

<<  <  ج: ص:  >  >>