وقد قال البخارى عقب روايته في الموضع الثاني: "هذا مرسل" كأنه يشير إلى أن أبا صالح السمان لم يسمع من أم حبيبة، أو لم يسمع منها هذا الحديث خاصة، فقد روى خالد الطحان هذا الحديث عن حصين بن عبد الرحمن السلمى عن المسيب بن رافع عن أبى صالح السمان قال: حدثنى عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة به نحوه موقوفًا عليها. هكذا أخرجه النسائي [١٨٠٧]، من طريق وهب بن بقية عن خالد به. قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن أبى صالح. وللحديث طرق أخرى وشواهد: قد استوفيناها في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" ... والله المستعان لا رب سواه. ٧١٢٥ - صحيح: أخرجه أبو داود [٢٥٥٤]، وأحمد [٦/ ٣٢٦، ٣٢٧، ٤٢٦، ٤٢٧]، وابن حبان [٤٧٠٠، ٤٧٠٥]، وابن أبى شيبة [٣٢٥٩١]، وابن راهويه [٢٠٦٦، ٢٠٦٩]، والنسائى في "الكبرى" [٨٨١١]، وأبو زرعة الشامى في "الفوائد المعللة" [رقم ٩٣]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه" [رقم ٢٥٠٣]، والبخارى في "تاريخه الكبير" [٩/ ١٩]، وفى "الكنى" [ص ١٩]، وغيرهم من طرق عن نافع مولى ابن عمر عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبى الجراح [وعنده بعضهم "عن الجراح" وهو صحيح أيضًا كما يأتى بيانه]، عن أم حبيبة به ... وهو عند بعضهم بنحوه ... ولفظ ابن أبى خيثمة: (إن العير التى فيها الجرس لا تصحبها الملائكة) وهو رواية لأحمد وابن حبان وابن راهويه، والمؤلف كما يأتى [برقم ٧١٣٣]. قلتُ: قد اختلف في سنده على نافع وشيخه على ألوان، وهذا الوجه: هو أشبهها بالصواب كما يقول الدارقطنى في "العلل" [١٥/ ٢٨٥]، لكن هناك لون آخر محفوظ عن سالم أيضًا، مضى الكلام عليه عند المؤلف [برقم ٦٩٤٥]، فكأن لسالم فيه إسنادين. =