١ - حديث على: عند البيهقى في "سننه" [٧١٥٩]. وسنده منقطع ضعيف. ٢ - وحديث أبى رافع: عند الدارقطنى في "سننه" [٢/ ١٢٥]، والطبرانى في الأوسط [٨/ رقم ٧٥٦٢]. وسنده متمزِّق، فيه شريك القاضى وأنت تعرفه، وهو يرويه عن إسماعيل بن مسلم المكى الضعيف المشهور، وقد تركه النسائي وغيره، وقال ابن عدي: "أحاديثه غير محفوظة". وإسماعيل يرويه: عن سليمان الأحول عن أبى رافع به، ولم أتحقق من سماع الأحول من أبى رافع بعد، فأيش هذا الإسناد؟ ٣ - وحديث ابن مسعود: عند الطبراني في الأوسط [١/ رقم ١٠٠٠]، وفى "الكبير" [١٠/ رقم ٩٩٨٥]، وابن عدى في "الكامل" [٦/ ٢٥٠]. وسنده لا شئ، فيه محمد بن ذكوان البصرى، الذي يقول عنه البخارى وأبو حاتم والنسائى وغيرهم "منكر الحديث" زاد أبو حاتم: "ضعيف الحديث كثير الخطأ". وقد أنكر عليه النسائي هذا الحديث خاصة، كما ذكره ابن عدى في "الكامل" [٦/ ٢٠٥]، وهو كما قال النسائي ولا بد، وابن ذكوان: يرويه عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود به ... هكذا يأتى بذلك الإسناد العجيب جدّا، كأن منصور بن المعتمر قد مات أصحابه أو عُدموا من الوجود، حتى انفرد ابن ذكوان عنه بمثل هذا الحديث المسحور، وقد صحَّ عن ابن معين أنه وثقه، وهذا يضر ابن ذكوان على التحقيق. أما ابن حبان: فقد ذكره في الثقات [٧/ ٣٧٩]، وهذا دليل على كونه ما عرفه. ثم رأيتُ ابن حبان تناكد وذكره في المجروحين [٢/ ٢٦٢]، وقد أصاب في الأخير. وبالجملة: فهذه الشواهد كعدمها إن شاء الله، لكن يقول الحافظ في "الفتح" [٣/ ٣٤٩]: "وليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر؛ بمجموع هذه الطرق". قلتُ: ومثله قال الإمام في "الإرواء" [٣/ ٣٤٩]، فقال: "وهو الذي نجزم به؛ لصحة سندها مرسلًا، وهذه شواهد لم يشتد ضعفها". قلتُ: أما الشواهد فقد عرفتَ ما فيها، والشاهد المرسل متقاعد عن التقوية؛ لكونه من مراسيل صغار التابعين، والمحققون يشترطون: مراسيل كبار التابعين للتقوية والاعتضاد. وقد بسطنا تخريج أحاديث الباب في كتابنا: "غرس الأشجار". وللَّه الحمد.