وهذا التصحيح: محمله على أن يكون بعضهم كان يرى صحة سماع مكحول من عنبسة؛ أو أنه صحيح لما له من الشواهد الثابتة عندهم. وقد صح الحديث من رواية بسرة بنت صفوان عند مالك وأصحاب السنن؛ وصحح حديث بسرة طوائف من أئمة هذا الشأن وأقماره؛ كما أوضحنا ذلك في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك أحاديث الباب وكلام النقاد فيها بما لا مزيد عليه. وراجع "الإرواء" [١/ ١٥١ - ١٥٢]، و "صحيح أبى داود" [١٧٥]، و "نصب الراية" [١/ ٧٦ - ٧٧]، و"التلخيص الحبير" [١/ ٣٤٠ - ٣٤٦]. ٧١٤٥ - صحيح: أخرجه النسائي [١٨٠، ١٨١]، وأحمد [٦/ ٣٢٧، ٣٢٨، ٤٢٦]، وعبد الرزاق [٦٦٥، ٦٦٦]، وابن أبى شيبة [٥٥١]، وابن راهويه [٢٠٥١، ٢٠٥٧]، والطحاوى في "شرح المعانى" [١/ ٦٣]، والطبرانى في "الكبير" [٢٣/ رقم ٤٦٢، ٤٦٣، ٤٦٤، ٤٦٥، ٤٦٦، ٤٦٧، ٤٦٨، ٤٦٩]، وفى "الأوسط" [١/ رقم ١٦٧]، وأبو زرعة الشامى في "الفوائد المعللة" [رقم ٢٢٣، ٢٢٤]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى سفيان بن سعيد بن الأخنس عن أم حبيبة مرفوعًا: (توضؤوا مما مست النار) وفى لفظ: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمرنا أن نتوضأ مما مست النار من الطعام). قلتُ: وقد اختلف في سنده على الزهرى على ألوان، ذكرناها في "غرس الأشجار" وقد تابعه على هذا الوجه: يحيى بن أبى كثير: عن أبى داود وأحمد وجماعة، وقد خرجنا روايته في المصدر المشار إليه آنفًا. ومدار إسناده على (زبى سفيان بن سعيد) وهو شيخ مجهول الحال، والحديث صحيح على كل حال، فله شواهد كثيرة ثابتة عن جماعة من الصحابة به ... مضى منها حديث أبى طلحة [برقم ١٤٢٩]، وانظر حديث جابر الماضى [برقم ١٩٦٣، ٢٠١٧]، وحديث أبى هريرة =