قال الهيثمى في "المجمع" [٩/ ٥٨١]: "رواه أبو يعلى، ولم يسم الصحابى، ورجاله رجال الصحيح". قلتُ: وهو كما قال؛ والحديث مرسل ما ترى، فإن قيس بن أبى حازم: تابعى كبير مخضرم؛ ان ممن أدرك الجاهلية، وقد فاتته الصحبة بليال. والحاصل: أن هذا الحديث مرسل صحيح الإسناد. وله شاهد مرسل أيضًا: يتقوى به إن شاء الله، يرويه إسماعيل بن أبى خالد عن الشعبى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تؤذوا خالدًا، فإنه سيف من سيوف الله، سله الله على أعدائه) أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" [٢/ رقم ١٤٨٤]، من طريق محمد بن عبيد عن إسماعيل به. قلتُ: وهذا مرسل صحيح الإسناد أيضًا؛ رجاله رجال "الصحيح" ومحمد بن عبيد: هو الطنافسى، ومن طريقه: أخرجه ابن سعد أيضًا في "الطبقات" [٥/ ٣٠/ طبعة مكتبة الأسرة]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [١٦/ ٢٤٢]، لكن وقع عنده: (عن عامر الشعبى قال: قال خالد بن الوليد ... ) وساقه بنحوه مع قصة في أوله، وهذا منقطع أيضًا، والشعبى لم يدرك خالد بن الوليد أصلًا. وقد توبع محمد بن عبيد الطنافسى عدى إرساله: تابعه عد الله بن إدريس: فرواه عن إسماعيل عن الشعبى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به نحوه مرسلًا، وذكر قصة في أوله: أخرجه ابن أبى حاتم في "العلل" [٦/ ٣٥٦/ طبعة سعد الحميد]، من طريق أبى زرعة الرازى عن محمد بن سعيد الأصبهانى عن ابن إدريس به. قلتُ: ثم جاء إبراهم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب وغلط في هذا الإسناد، ورواه عن إسماعيل فجوده جدًّا، فقال: حدثنا إسماعيل بن أبى خالد عن الشعبى عن عبد الله بن أبى أوفى مرفوعًا: (لا تؤذوا خالدًا؛ فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار) هكذا أخرجه =