قال الطبراني عقب روايته في (الصغير): (لم يروه عن إسماعيل إلا أبو إسماعيل، تفرد به الربيع). قلتُ: لم ينفرد به الربيع - وهو ابن ثعلب - عن أبى إسماعيل المؤدب، بل تابعه عليه عبد الله بن عون بن أبى عون الخراز عليه: عند ابن حبان والمؤلف وغيرهما. وقد قال الحافظ عقب روايته في "الأمالى": "حديث حسن" وقبله قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإنساد، ولم يخرجاه". قلتُ: كذا قال، وقد تعقبه الذهبى في (تلخيص المستدرك) قائلًا: (رواه ابن إدريس عن ابن أبى خالد عن الشعبى مرسلًا، وهو أشبه). قلتُ: وقبله صوب أبو زرعة إرساله، وقال: "الصحيح حديث ابن إدريس" كما في "العلل" [رقم ٢٥٨٥]، يعنى مرسلًا، وهو كما قال؛ وابن إدريس أوثق وأجل من (أبى إسماعيل المؤذب) فكيف وقد توبع ابن إدريس على إرساله أيضًا كما مضى؟! وأبو إسماعيل المؤدب: مختلف فيه، والتحقيق أنه صدوق متماسك من رجال ابن ماجه؛ لكنه لا يحتمل منه مخالفة من خالف في إرسال هذا الحديث. ولشطر الحديث الثاني: طرق وشواهد يقوى بعضها بعضًا، وأصلها ثابت من حديث أنس بن مالك: عند البخارى وجماعة؛ وفيه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (ثم أخذ الراية بعد: سيف من سيوف الله: خالد بن الوليد ... ). وقد مضى عند المؤلف [برقم ٤١٨٩]، والله المستعان لا رب سواه.