قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن طلحة إلا من هذا الوجه". قلتُ: وهكذا رواه عبد الواحد بن غياث وموسى بن إسماعيل - واختلف عليه - وعبد الأعلى بن حماد وعبد الله بن معاوية البصرى وغيرهم عن حماد بن سلمة على هذا الوجه. وخالفهم مؤمل بن إسماعيل، فرواه عن حماد فقال: عن ابن إسحاق عن سالم المكى عن أبيه عن طلحة به نحوه ... ، هكذا أخرجه البزار [٩٥٦]، ثم قال: "لا نعلم أحدًا قال: "عن سالم عن أبيه عن طلحة" إلا مؤمل عن حماد، وغير مؤمل يرويه عن رجل". قلتُ: والمحفوظ هو الأول. ومؤمل: كثير الخطأ على جلالته وإمامته في السنة، وسالم المكى: لم يذكر له صاحب "التهذيب" [١٠/ ١٧٨]، رواية عنه سوى ابن إسحاق وحده، وقال المزِّى: "خلطه صاحب "الكمال" بسالم الخياط، وهو وهم، وأما هذا فيحتمل أن يكون سالم بن شوال". قلتُ: وقال الحافظ في "تقريبه" [١/ ٢٢٧]: "هو الخياط أو ابن شوال؛ وإلا فهو مجهول". قلتُ: أما الدارقطنى فإنه جعله "سالما أبا النضر"، وهذا هو الأقرب إن شاء الله. ويدل عليه: أن الدارقطنى قد أورد هذا الحديث في "علله" [٤/ ٢١٨] وذكر الاختلاف في سنده على ابن إسحاق، وقال في أول كلامه: "يرويه سالم أبو النضر واختلف عنه ... ". ثم ذكر أنه قد اختلف على ابن إسحاق في سنده على لون ثالث، فذكر أن إبراهيم بن سعد قد رواه عن ابن إسحاق فقال: عن سالم عن رجل عن أبيه عن طلحة به ... =