قلتُ: وهذا مقدم على تعقب مغلطاي للمزى بشأن هذا الأمر في "الإكمال" [٢/ ٢٢٥]، حيث كاد أن ينفى أن يكون وقع ذلك في بعض نُسخ ابن ماجه. وكلام الحافظ الماضي: فيه زيادة علم؛ ويؤيِّده: ما نقلناه عن البوصيري من قوله في "مصباح الزجاجة" [٢/ ٢٧٤] فإن كلامه هناك يدل على أنه وقع في نسخته من "سنن ابن ماجه"، كما قال المزي، والذى وقع في النسخ المطبوعة: (أسيد بن المتشمس) على الصواب. واللون الثالث: رواه حماد بن سلمة عن ثابت البناني ويونس بن عبيد وحميد الطويل وحبيب - لعله ابن الشهيد - كلهم عن الحسن بن أبي الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن أبي موسى الأشعري به نحوه .. أخرجه ابن حبان [٦٧١٠]، والبيهقي في "الدلائل" [٦/ ٥٢٨ - ٥٢٩/ الطبعة العلمية] من طريق يونس بن محمد المؤدب عن حماد بن سلمة به .. وقد انتهى سياق ابن حبان عند قوله: (عقول أكثر ذلك الزمان). قلتُ: وهذا إسناد صحيح من هذا الوجه أيضًا؛ رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"، وقد سقط الحسن البصري من سند البيهقي، وتصحف عنده: (حطان) إلى (خطان) بالخاء. وقد روى معتمر بن سليمان هذا الحديث عن حميد الطويل وحده عن الحسن عن حطان عن أبي موسى به نحوه .. إلا أنه أوقفه، ولم يرفعه، هكذا أخرجه الحاكم [٤/ ٥٦٥]، والبزار [٨/ رقم ٣٠٤٩/ البحر الزخار] من طريقين عن معتمر به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". قلتُ: إنما هو صحيح وحسب؛ وحطان لم يخرج له البخاري شيئًا، ويبدو لى: أن الحديث محفوظ موقوفًا ومرفوعًا. وقد استوعب الدارقطني: الاختلاف في سند هذا الحديث على الحسن في "علله" [٧/ ٢٣٦ - ٢٣٧]، ثم قال: "والمحفوظ قول من قال: عن الحسن عن أسيد بن المتشمس؛ ومن قال: =