قلتُ: وهذه متابعة لا تثبت، ونعيم بن حماد: وإن كان إمامًا في السنة؛ إلا أنه كان كثير المناكير، وهو ورجال الإسناد: جميعًا من رجال "التهذيب" سوى حرملة بن قيس، وهو شيخ ثقة من رجال "التعجيل" [ص ٩٣] للحافظ. وأبو بردة: هو ابن أبى موسى الأشعرى. وقد اختلف في سند هذا الحديث على أبى بردة: على ألوان، ذكر أكثرها: البخارى في "تاريخه" [١/ ٣٨ - ٣٩]، وفى "الأوسط" [ص ٢٤٨ - ٢٤٩]، ثم قال: "وفى أسانيدها نظر، والأول أشبه ... "، هذا لفظه في "تاريخه الأوسط". وقوله: (والأول أشبه)، يعنى به: ما رواه في أول كلامه من طريق صدقة بن المثنى عن رباح بن الحارث عن أبى بردة عن رجل من الأنصار لأبيه صحبة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به بطرفٍ من أوله فقط. قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة شيخ أبى بردة؛ وكذا لجهالة حال (رباح بن الحارث) أيضًا. وكلام البخارى الماضى: كالصريح في كون الوجه الماضى هو المحفوظ عن أبى بردة في هذا الحديث، وقد عرفت ما فيه! ومع ضعف سنده: فإن في متن الحديث نكارة أيضًا، وإليها أشار البخارى بقوله عقب إعلاله الماضى لأسانيد الحديث، قال: "والخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعة، وأن قومًا يُعذبون ثم يخرجون: أكثر وأبين". قلتُ: وهذه نكارة ظاهرة عندى، فإن ظاهر حديث أبى بردة الماضى: أنه ليس ثمة عذاب في الآخرة على عصاة المسلمين، وأن الزلازل والفتن: هي عذاب تلك الأمة. =