قال ابن عبد البر عقب روايته: "سئل يحيى بن معين عن حديث أبى سلمة عن طلحة بن عبيد الله؟ فقال: مرسل، لم يسمع من طلحة بن عبيد الله". وقال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [٢/ ٢٦٤]: "هذا إسناد رجاله ثقات، وهو منقطع. قال على بن المدينى وابن معين: أبو سلمة لم يسمع من طلحة بن عبيد الله شيئًا". قلتُ: وقد خولف فيه يزيد بن الهاد، خالفه محمد بن إسحاق، فرواه عَنْ مُحَمَّد بْن إبْرَاهِيمَ فقال: عَنْ أبى سَلَمَةَ، قَالَ: "نَزَلَ رَجُلانِ مِنْ أهْلِ اليَمَنِ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْد الله، فَقُتِلَ أحَدُهُمَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ مَاتَ عَلَى فرَاشِهِ. فَأُرىَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللِه: أن الَّذِي مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ دَخَلَ الجنَّةَ قَبْلَ الآخَرِ بِحِينٍ، فَذَكَرَ ذلِكَ طَلْحَةُ لرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَمْ مَكَثَ بَعْدَهُ؟ قَالَ: حَوْلًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: صَلَّى ألَفًا وَثَمَانِ مائَةِ صَلاةٍ، وَصَامَ رَمَضَانَ". فأرسله من قول أبى سلمة، هكذا أخرجه أحمد [١/ ١٦١]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" [٢٤/ ٢٢٣]، ثنا محمد بن عبيد ثنا محمد بن إسحاق به ... =