قلتُ: وهذا أصح عن شعبة؛ وغندر مُقَدَّم على غيره في الرواية عن أبي بسطام؟! ويؤيده: أن الحديث معروف من رواية عمران بن حصين كما يأتي. والطريق الماضي: فيه جهالة أبي نصر شيخ محمد بن أبي يعقوب، فهو شيخ هلالى غير معروف، وقد جهَّله الحافظ في "التقريب"، وهو من رجال النسائي وحده. وباقى رجاله ثقات مشاهير من رجال "الصحيح". والحديث من طريق غندر عن شعبة: أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٨/ ٥٧٢]، والروياني [١/ ١٤١]، وعنه الجوزقانى في "الأباطيل" [١/ ٢٢٩] من طريق ابن معين عن غندر عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب عن أبي نصر الهلالى عن بجالة بن عبدة أو عبدة بن بجالة قال: قلتُ لعمران بن حصين: أخبرني بأبغض الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! قال: اكتم عليَّ حتى أموت؟! قلتُ: نعم، قال: (كان أبغض الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنى حنيفة وبنى أمية وثقيف). قلتُ: وأعله الجوزقاني بشيخ شعبة، فنقل عقب روايته عن أبي حاتم الرازي أنه قال: "محمد بن أبي يعقوب: مجهول"، وتابعه ابن الجوزي على هذا الإعلال في "العلل المتناهية" [١/ ٢٩٣]، وليس كما ظنا أصلًا، بل هذا الذي جهَّله أبو حاتم الرازي: هو محمد بن أبي يعقوب الكرمانى، وهو شيخ متأخر من رجال البخاري، أما شيخ شعبة هنا: فهو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي البصري الثقة المأمون، وهو من رجال الشيخين؛ وقد وثقه أبو حاتم نفسه، وهو غالبًا ما ينسب إلى جده، فيقال: (محمد بن أبي يعقوب). فانتبه .. وبجالة بن عبدة: مضى أنه ثقة من رجال "الصحيح" وقد سماه بعضهم: (عبد بن بجالة)، كما نصَّ على هذا البخاري في "تاريخه" [٢/ ١٤٦]. وقد خُولف ابن معين في سند هذا الحديث عن غندر، فرواه ابن المديني عن محمد بن جعفر عن أبيه عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب عن بجالة بن عبدة عن عمران به نحوه .. فأسقط منه (أبا نصر الهلالى) هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٨/ رقم ٥٧٥] من طريق معاذ بن المثني عن ابن المديني به. =