قلتُ: وهذا من تساهل الرجل في باب نقد الأخبار، على عكس ابن الجوزى تمامًا، وللحديث هنا: منكر باطل لا يثبت مرفوعًا قط، ومداره من الطريق الماضى: (على موسى بن عبيدة الربذى)، وهو شيخ ضعيف منكر الحديث، بل هو واه على التحقيق، راجع ترجمته في "التهذيب وذيوله". وقد خُولف في رفعه، خالفه فضيل بن سليمان وعبد العزيز بن أبى حازم، كلاهما روياه عن أبى حازم عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو به نحوه موقوفًا، هكذا أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" [٢/ ٦٧١، ٦٨١] من طريقين عن أبى حازم به. قلتُ: ثم جاء محمد بن مطرف - وهو ثقة إمام - وخالف الجميع، فرواه عن أبى حازم فقال: عن عبيد الله بن مقسم به نحوه موقوفًا عليه في سياق أتم، هكذا أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" [١/ رقم ٧] بإسناد ثابت إلى محمد بن مطرف به. قلتُ: وخالف الكل: عبد الجليل القيسى، فرواه عن أبى حازم فقال: عن عبد الله بن عمرو به نحوه في سياق أتم، هكذا أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" [٢/ ٦٧٦]، وابن أبى حاتم في "تفسيره" [٢/ ٦٨]، والطبرى في "تفسيره" [١٩/ ٢٦٠] من طرق عن معتمر بن سليمان عن عبد الجليل القيسى به. قلتُ: ثم غامر حبيب بن أبى حبيب المصرى كاتب مالك، وروى هذا الحديث عن هشام بن سعد وعبد العزيز بن أبى حازم كلاهما عن أبى حازم عن سهل بن سعد به مرفوعًا نحوه في سياق أتم، وتابع موسى بن عبيدة على روايته على الوجه الأول، هكذا أخرجه الدارقطنى في "الأفراد" [١/ رقم ٢١٤٤/ أطرافه/ الطبعة التدمرية]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات" [١/ ١١٦] بإسناد صحيح إليه به. قال الدارقطنى: "تفرد به حبيب بن أبى حبيب ... ". وقال ابن الجوزى: "هذا حديث لا أصل له"، ثم نقل قول أحمد في حبيب: "ليس بثقة كان يكذب"، وقول ابن معين: "ليس بشئ"، وقول النسائي: "متروك"، وقول ابن عدى: "كان يضع الحديث". =