للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يصير إليه أمره، حتى أصابه جرحٌ أذلقه، فاستعجل الموت، فوضع قائمة سيفه بالأرض، ثم وضع ذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره، وخرج الرجل يعدو، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، حتى وقف بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "وَذَاكَ ماذَا؟! " قال: يا رسول الله، الرجل الذي ذُكِرَ لك، فقلت: "إِنَّهُ منْ أَهْلِ النَّارِ"، فاشتد ذلك على المسلمين، وقالوا: فأينا من أهل الجنة إذا كان فلانٌ من أَهل النار؟! فقلتُ: يا قوم انظرونى، فوالذى نفسى بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه، ولأكونن صاحبه من بينكم، فجعلت أشد معه إذا شد، وأرجع معه إذا رجع، وأنظر إلى ما يصير أمره، حتى أصابه جرحٌ أذلقه، فاستعجل الموت، فوضع قائمة سيفه بالأرض، ووضع ذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه حتى خرج من بين ظهره، فهو ذاك يا رسول الله، يتضرَّب بين أضغاثه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَإِنَّه لمَنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّه مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ".

٧٥٤٥ - حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، أن بنى عمرو بن عوف، كانت بينهم منازعةٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبعض أصحابه: "اذْهَبُوا بنا لِنُصْلِحَ بَيْنَهُمْ"، فخرج، وخرج معه من أصحابه، فحضرت الصلاة، فقام بلالٌ فأَذن، ثم دنا من أبى بكر، فقال: ألا أقيم الصلاة فتصلى بالناس حينما حُبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: بلى، فأقام، فتقدم أبو بكر، فكبَّر بالناس، فطلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مؤخر المسجد، فجعل يجول على الصفوف جولًا، عامدًا نحو القبلة، فلما رآه


= قلتُ: وسياق هؤلاء هو الصواب عن أبى حازم، والحاصل: أن سياق المؤلف صحيح محفوظ دون ذكر (يوم أحد) في أوله، فإن هذا من أوهام سعيد بن عبد الرحمن الجمحى على أبى حازم، والمحفوظ عن أبى حازم: أن تلك القصة وقعت في بعض الغزوات التى حضرها سهل بن سعد دون وقعة أحد، وراجح ما ذكره الحافظ بشأن تلك الرواية هنا: في "الفتح" [٧/ ٤٧٢]. والله المستعان.
٧٥٤٥ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ٧٥١٣، ٣٥١٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>