قلتُ: ومداره على "أبى سعيد الغفارى" وقد ترجمه الحافظ في "التعجيل" فقال: "أبو سعيد الغفارى: عن أبى هريرة في نزع الحرير من الثوب، روى عنه أبو هانئ حميد بن هانئ، استدركه شيخنا الهيثمى وقال: ذكره بن حبان في "الثقات" ... ". ثم قال الحافظ: "قلت: والذى في نسخة شيخنا - يعنى الهيثمى - من "ثقات ابن حبان" وهو بخط الحافظ أبى على البكرى: "أبو سعد" بسكون العين، وقال: "مولى بنى غفار" وكذا رأيته في "ترتيب المسند" لابن المحب، وكذا هو في "الكنى" لأبى أحمد وقال: "حديثه في المصريين" وتبع في ذلك البخارى، فإنه ذكره وذكر حديثه عن عبد الله بن يزيد المقرئ شيخ أحمد فيه - يعنى في الحديث المذكور أول ترجمته - ثم وجدته في "تاريخ ابن يونس" فقال: "مولى بنى غفار روى عنه أبو هانئ وخلاد بن سليمان الحضرمى" فأفاد عنه راويًا آخر". قلتُ: وبـ: "أبى سعد الغفارى" ترجمه الأكثرون. وهو الذي جزم به أبو حاتم الرازى كما في "العلل" [٦/ ٣٠٢]. فالحاصل: أنه شيخ غفارى روى عنه ثقتان، وذكره ابن حبان في "الثقات". ولا يطمئن القلب بهذا إلى تحسين ما ينفرد به، لكن حديثه هنا: شاهد صالح لحديث الزبير، فأرجو أن يتقوى أحدهما بالآخر إن شاء الله. ٢ - ويشهد لقوله: "وفى الحالقة: لا أقول حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين": حديث أبى هريرة مرفوعًا: "والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا، ولا تسلموا حتى تحابوا، وأفشوا السلام تحابوا، وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة، لا أقول لكم تحلق الشعر ولكن تحلق الدين". أخرجه البخارى في "الأدب" [رقم/ ٢٦٠]، من طريقين عن إبراهيم بن أبى أسيد عن جده عن أبى هريرة به ... قلتُ: وسنده صالح في الشواهد؛ فيه جهالة جد إبراهيم. وله شاهد آخر: من حديث ابن عباس مرفوعًا: "دب إليكم داء الأم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر". أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٤/ ١٩٨] بسند تالف =