قال الترمذى: "قال: هذا حديث حسن". وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن الزبير بهذا الإسناد". قلتُ: وسنده حسن صالح. وقد اختلف في سنده على ابن عيينة، وكذا اختلف فيه عنى محمد بن عمرو أيضًا، وقد مضى شرح أكثر ذلك الاختلاف في الحديث الماضى [برقم/ ٦٦٨]، ووعدنا هناك باستيفاء سائر الاختلافات فيه على محمد بن عمرو. فنقول: قد خولف ابن عيينة في إسناده هنا، خالفه أبو بكر بن عياش، فرواه عن محمد بن عمرو فسلك فيه الجادة، فقال: عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: "لما نزلت هذه الآية: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)} [التكاثر: ٨]. قال الناس: يا رسول الله عن أي النعيم نسئل؟ فإنما هما الأسودان والعدو حاضر وشوفنا على عواتقنا؟ قال: إن ذلك سيكون". هكذا أخرجه الترمذى [٣٣٥٧]، حدثنا عبد بن حميد حدثنا أحمد بن يونس عن أبى بكر بن عياش عن محمد بن عمرو به ... ثم قال: "وحديث ابن عيينة عن محمد بن عمرو عندى أصح من هذا، [و] سفيان بن عيينة أحفظ وأصح حديثًا من أبى بكر بن عياش". قلتُ: وهو كما قال بلا كلام، وأين ابن عياش من أبى محمد الهلالى؟، ولمحمد بن عمرو في هذا الحديث إسناد آخر: يرويه عن صفوان بن سليم عن محمود بن لبيد قَالَ: "لمَّا نَزَلَتْ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١)}، فَقَرَأهَا حَتَّى بَلَغَ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)} [التكاثر]. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: عَنْ أيِّ نَعيمٍ نُسْألُ؟ وَإنَّمَا هُمَا الأسْوَدَانِ الماءُ وَالتَّمْرُ، وَسُيُوفُنَا عَلَى رِقَابِنَا وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ، فَعَنْ أيِّ نَعيمٍ نُسألُ؟ قَالَ: إنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ". أخرجه أحمد [٥/ ٤٢٩]، وابن أبى شيبة [٣٤٣٤٥]، والطبرى في "تفسيره" [١٢/ ٦٨٠] والبيهقى في "الشعب" [٤/ رقم ٤٥٩٨]، وهناد في "الزهد" [٢/ رقم ٧٦٨]، والواحدى في "تفسيره الوسيط" [٤/ ٥٤٩]، والثعلبى في "تفسيره" [١٠/ ٢٨٠/ طبعة دار إحياء التراث - العربى]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو به ... =