للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن محمد بن عمرٍو، عن ابن حاطب، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير قال: لما نزلت: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)} [التكاثر: ٨]، قال الزبير: قلت: يا رسول الله، وأى نعيمٍ نحن فيه، وإنما هما الأَسودان؟ قال: "إنه سيكون".


= وابن الأثير في "أسد الغابة" [١/ ٣٧٨]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الله بن الزبير عن أبيه به نحوه ...
قال الترمذى: "قال: هذا حديث حسن". وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن الزبير بهذا الإسناد".
قلتُ: وسنده حسن صالح. وقد اختلف في سنده على ابن عيينة، وكذا اختلف فيه عنى محمد بن عمرو أيضًا، وقد مضى شرح أكثر ذلك الاختلاف في الحديث الماضى [برقم/ ٦٦٨]، ووعدنا هناك باستيفاء سائر الاختلافات فيه على محمد بن عمرو. فنقول: قد خولف ابن عيينة في إسناده هنا، خالفه أبو بكر بن عياش، فرواه عن محمد بن عمرو فسلك فيه الجادة، فقال: عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: "لما نزلت هذه الآية: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)} [التكاثر: ٨]. قال الناس: يا رسول الله عن أي النعيم نسئل؟ فإنما هما الأسودان والعدو حاضر وشوفنا على عواتقنا؟ قال: إن ذلك سيكون". هكذا أخرجه الترمذى [٣٣٥٧]، حدثنا عبد بن حميد حدثنا أحمد بن يونس عن أبى بكر بن عياش عن محمد بن عمرو به ...
ثم قال: "وحديث ابن عيينة عن محمد بن عمرو عندى أصح من هذا، [و] سفيان بن عيينة أحفظ وأصح حديثًا من أبى بكر بن عياش".
قلتُ: وهو كما قال بلا كلام، وأين ابن عياش من أبى محمد الهلالى؟، ولمحمد بن عمرو في هذا الحديث إسناد آخر: يرويه عن صفوان بن سليم عن محمود بن لبيد قَالَ: "لمَّا نَزَلَتْ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١)}، فَقَرَأهَا حَتَّى بَلَغَ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)} [التكاثر]. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: عَنْ أيِّ نَعيمٍ نُسْألُ؟ وَإنَّمَا هُمَا الأسْوَدَانِ الماءُ وَالتَّمْرُ، وَسُيُوفُنَا عَلَى رِقَابِنَا وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ، فَعَنْ أيِّ نَعيمٍ نُسألُ؟ قَالَ: إنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ".
أخرجه أحمد [٥/ ٤٢٩]، وابن أبى شيبة [٣٤٣٤٥]، والطبرى في "تفسيره" [١٢/ ٦٨٠] والبيهقى في "الشعب" [٤/ رقم ٤٥٩٨]، وهناد في "الزهد" [٢/ رقم ٧٦٨]، والواحدى في "تفسيره الوسيط" [٤/ ٥٤٩]، والثعلبى في "تفسيره" [١٠/ ٢٨٠/ طبعة دار إحياء التراث - العربى]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو به ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>