قلتُ: ظاهره كذلك لولا أنه منقطع، قال ابن خزيمة بعد روايته: "مسلم هذا لا أدرى أسمع من الزبير أم لا". قلتُ: الظاهر أنه لم يسمع منه، بل لم يدركه أصلًا، وبين وفاتهما سبعون عامًا. ثم وجدت الإمام أحمد قد أخرجه في "مسنده" [١/ ١٦٧]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [١/ ٤٣٣]، من طريق يحيى بن آدم عن ابن أبى ذئب فقال: ثنا مسلم بن جندب حدثنى من سمع الزبير بن العوام يقول ... وذكره. وهذا يؤيد ما ذكرناه من الانقطاع ولا بد، لكن مشى الإمام في "الإرواء" [٣/ ٦٥]، على ظاهر الإسناد الماضى وصححه، ثم أجاب عن رواية أحمد بقوله: "وأدخل أحمد في رواية عنه - يعنى: عن مسلم بن جندب - رجلًا لم يُسَمَّ بينه وبين الزبير، وهى شاذة". قلتُ: ما ثَمَّ شذوذ إن شاء الله، بل هي رواية فيها زيادة واجبة القبول، ويؤيدها ما ذكرناه مِنْ بُعْدِ ما بين الرجلين في الوفاة، وإليه أشار ابن خزيمة كما مضى. فالتحقيق: أن الإسناد معلول بجهالة من حدَّث مسلم بن جندب به عن الزبير. وبهذا: أعله الهيثمى في "المجمع" [٢/ ٤٠٦]، فقال: "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وفيه رجل لم يُسَمَّ". ولهذا تحاشى البوصيرى تصحيحه في "إتحاف الخيرة" [١/ ٤٣٣]، فقال: "وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ". ويغنى عن هذا الحديث: حديث سلمة بن الأكوع قال: "كنا نصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، ثم ننصرف وليس للحيطان ظل نستظل فيه". أخرجه البخارى [رقم/ ٣٩٣٥]- واللفظ له - ومسلم [٨٦٠]، وأبو داود [١٠٨٥]، والنسائى [١٣٩١]، وابن ماجه [١١٠٠]، وأحمد [٤/ ٥٤]، وجماعة كثيرة. ٦٨١ - صحيح: أخرجه النسائي [رقم ٥٠٧٤]، وأحمد [١/ ١٦٥]، وابن سعد في "الطبقات" [١/ ٤٣٩]، والطبرى في "تهذيب الآثار" [ص/ ٤٥١/ الجزء المفقود/ طبعة دار المأمون، =