قال أبو نعيم: "غريب من حديث عروة، تفرد به ابن كناسة، وحدَّث به عن ابن كناسة الأئمة: أبو بكر بن أبى شيبة وابن نمير وأحمد بن حنبل وأبو خيثمة". وقال ابن خليل الحافظ: "هذا حديث غريب من حديث أبى عبد الله عروة بن الزبير بن العوام، تفرد به محمد بن عبد الله بن كناسة". وقال الخطيب في "تخريج المهروانيات": "لم يتابع ابن كناسة على هذا القول أحد". وقال الطبرى: "ذا خبر - عندنا - صحيح سنده". قلت: وظاهر سنده كذلك؛ لولا أنه معلول، فقد خولف فيه ابن كناسة، بل واختلف عليه في سنده أيضًا، فرواه عنه الأئمة: أبو بكر بن أبى شيبة وابن نمير وأحمد بن حنبل وأبو خيثمة وابن سعد، وحميد بن مخلد بن زنجويه وجماعة من الأكابر. وتابعهم: أحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أبِى غَرَزَةَ - وهو ثقة حافظ - لكن اختلف عليه فيه، فرواه عنه الهيثم بن كليب الشاشى على الوجه الماضى في "مسنده". وخالفه ابن جرير الطبرى، فقال: حدثنى أحمد بن حازم الغفارى، قال: حدثنا محمد بن كناسة، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة، عن الزبير به ... ، فأسقط منه "عروة بن الزبير"، هكذا أخرجه الطبرى في "تهذيب الآثار" [ص/ ٤٥١/ الجزء المفقود/ طبعة دار المأمون]. قلتُ: ولعل ابن حازم كان لا يضبطه عن ابن كناسة، والوجه الأول هو المحفوظ عن شيخه ابن كناسة. =