قال البزار: "لَا نَعْلَمُ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ عَامرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيهِ، إِلَّا هَذَا الْحديثَ، وَلا نَعْلَمُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ، إِلَّا منْ هَذَا الْوَجْه بهَذَا الإسْنَادِ". وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": "هذا حديث حسن"، وقال الحاكم في الموضع الأول: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم"، كذا قال، وليس في "صحيح مسلم" حديث بتلك الترجمة قط، ولا في المنام، بل لم يخرج لـ" محمد بن مسلم بن عائذ" أحد من الستة سوى النسائي وحده، وقد رأيتُ الحافظ في "نتائج الأفكار" [١/ ٣٨٩]، قد تعقب الحاكم فقال: "لم يخرج - يعنى مسلم - لمحمد بن مسلم بن عائذ"، وقد قال أبو حاتم الرازى: "إنه مجهول" و ما وجدت عنه راويًا إلا سهيل بن أبى صالح و هو من أقرانه، نعم: وثقه العجلى، فأقوى رتب حديثه أن يكون حسنًا، وابن خزيمة وابن حبان ومن تبعهما لا يفرقون بين الصحيح والحسن". قلتُ: والتحقيق أن تجهيل أبى حاتم الرازى مقدم على توثيق العجلى وابن حبان له، لا سيما ولم يُعْرف لـ" محمد بن مسلم بن عائذ" راوٍ عنه سوى سهيل وحده، وقد قال الحافظ نفسه عنه في "التقريب": "مقبول" يعنى عند المتابعة، وإلا فهو لئن، وقبله قال صاحب "الميزان": "لا يُعرف". وفى توثيق العجلى وابن حبان رخاوة، قد ذكرنا دلائلها في كتابنا: "إرضاء الناقم بمحاكمة الحاكم". وليس توثيقهما مما يرد بإطلاق، كما درج عليه جماعة من الشيوخ والأصحاب، بل فيه تفصيل. إذا عرفتَ هذا: فدع الهيثمى يقول في "المجمع" [٥/ ٥٣٦]،: "رواه أبو يعلى والبزار بإسنادين، وأحد إسنادى البزار رجاله رجال الصحيح خلا محمد بن مسلم بن عائذ وهو ثقة". وقد اختلف في تسمية شيخ سهيل بن أبى صالح على الدراوردى، فرواه عنه جماعة من الثقات كما مضى. وخالفهم: ضرار بن صرد - ضعيف الحديث - ويحيى الحمانى - صاحب مناكير - فروياه عن الدراوردى عن سهيل فقالا: عن "مسلم بن عائذ!، هكذا سمَّيا شيخ سهيل فيه بدلًا من: "محمد بن مسلم بن عائذ"، ذكره الدارقطنى في "علله" [٤/ ٣٤٢]، ثم قال: =