للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فأسقط "حسين بن عبد الله" بينه وبين مكحول، وهذا هو الظاهر، لكن يعكِّر عليه: أن ابن إسحاق قد صرح بسماعه هذا الحديث من مكحول كما هو عند المؤلف.
لكن قد يقال: لعل تصريح ابن إسحاق بالسماع عند المؤلف وهم من المؤلف أو أبى خيثمة، ويؤيده: أن أحمد والترمذى وابن المنذر والطبرانى وغيرهم، كلهم قد رووا هذا الحديث من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق بالعنعنة، وإبراهيم هو الذي يرويه - عند المؤلف - عن ابن إسحاق بالسماع، وهكذا توبع إبراهيم على هذا الوجه المعنعن، تابعه محمد بن سلمة وأحمد بن خالد وغيرهما.
فالأشبه: أن تحديث ابن إسحاق بالسماع عند المؤلف وهم محض، إن لم يكن ممن دون إبراهيم بن سعد فهو من تصرف الناسخ إن شاء الله، ويؤيده: أن ابن إسحاق قد جزم بكونه لم يسمع الوجه الموصول من مكحول، كما في رواية ابن علية ومن تابعه.
وعليه: فقد رجع الحديث إلى حسين بن عبد الله - وهو الذي سمعه منه ابن إسحاق - عن مكحول عن كريب عن ابن عباس به ...
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف حسين بن عبد الله، وهو ابن عبيد الله بن عباس القرشى المدنى، وقد تركه الإمام أحمد في رواية، وقال في رواية أخرى: "له أشياء منكرة"، وقال النسائي: "متروك". وقال في موضع آخر: "ليس بثقة"، والكلام فيه طويل الذيل، وبه أعلَّه جماعة كما حكاه عنهم الطبرى في "تهذيب الآثار/ الجزء المفقود" فقال: "حسين بن عبد الله عندهم ممن لا يجوز الاحتجاج بنقله في الدين"، وكذا أعله به البيهقى في "سننه" وابن الملقن في "البدر المنير" [٤/ ٢٢٨].
وقد رأيتُ ابن رجب نقل في "فتح البارى" عن ابن المدينى أنه قال عن هذا الحديث: "كان عندى حسنًا، حتى وقفت على علته، وذلك أن ابن إسحاق سمعه من مكحول مرسلًا، وسمع إسناده من حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن مكحول" ثم قال ابن المدينى: "يضعف الحديث من هاهنا". قال ابن رجب: يعنى: من جهة حسين الذي يرجع إسناده إليه".
قلتُ: لكن حسينًا لم ينفرد به؛ بل تابعه:
١ - عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سها في صلاته في ثلاث=

<<  <  ج: ص:  >  >>