قلتُ: وهذا إسناد ضعيف غريب، إسماعيل بن مسلم هو المكى أبو إسحاق، صاحب تلك المناكير والعجائب، وقد ضعفوه فأحسنوا، بل تركه جماعة أيضًا، لكنه لم ينفرد به: بل تابعه بحر بن كنيز كما قاله البيهقى في "سننه" [١٢/ ٣٣٢]، لكن بحرًا قد غرق في اسمه منذ القِدم، وعنه يقول النسائي: "ليس بثقة، ولا يكتب حديثه" وقد تركه جمهرة النقاد وما أخذ بيده أحَد قط. وقد قيل: إن سفيان بن حسين وابن إسحاق قد روياه أيضًا عن الزهرى، وهذا ليس بشئ، نعم قد ورد ذلك لكنه من أوهام بعضهم في إسناده، فقد رواه الإمام أحمد في "مسنده" عن محمد بن يزيد الواسطى عن إسماعيل بن مسلم عن الزهرى بإسناده كما مضى. فجاء إسماعيل بن هود وخالف أحمد في سنده، فرواه عن محمد بن يزيد فقال: عن ابن إسحاق عن الزهرى بإسناده به ... ، ثم أتى عمار بن سلام، ورواه عن محمد بن يزيد فقال: عن سفيان بن حسين عن الزهرى به ... وهاتان الروايتان ذكرهما الدارقطنى في "العلل" [٤/ ٢٥٩]، ثم قال: "وكلاهما وهمٌ ... ورواه أحمد بن حنبل عن محمد بن يزيد على الصواب عن إسماعيل بن مسلم عن [الزهرى] فرجع الحديث إلى إسماعيل بن مسلم، وإسماعيل ضعيف ... ". قلتُ: والقول ما قالت حذام، وقد مضى للحديث طريق آخر [برقم ٨٣٩]، فانظره ثمَّة. ٨٥٦ - منكر: أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٣/ ٦٠]، وابن الأثير في "أسد الغابة" [١/ ٧٠٩]، من طريق المؤلف عن موسى بن محمد بن حيان عن محمد بن عمر بن عبد الله الرومي =