للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لما ينوبه من حوائجه بالليل والنهار، قال: فجئته وقد خرج، فاتبعته، فدخل حائطًا من حيطان الأسواف، فصلى، فسجد فأطال، السجود، وقلت: قبض الله روحه، قال: فرفع رأسه فدعانى، فقال: "ما لك؟ " فقلت: يا رسول الله، أطلت السجود، قلت: قبض الله روح رسوله لا أراه أبدًا، قال: "سَجَدْتُ شكْرًا لِرَبِّى فِيمَا أَبْلانِى في أُمَّتِى، مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاةً مِنْ أُمَّتِى كتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَمُحِىَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَات".

٨٥٩ - حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن طلحة، عن المطلب بن عبد الله، عن مصعب بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة انصرف إلى الطائف، فحاصرها تسع عشرة، أو ثمان عشرة لم يفتتحها، ثم أوغل روحةً أو غدوةً، ثم نزل، ثم هجر، فقال: "أَيّهَا النَّاسُ، إنِّى فَرَطٌ


= ولجملة سجود الشكر شواهد عن جماعة من الصحابة مرفوعًا. فانظر "الإرواء" [٢/ ٢٧٧]، للإمام. وكذا لجملة فضل الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - شواهد كثيرة. راجع "جلاء الأفهام" للشمس بن القيم.
٨٥٩ - صحيح لغيره: أخرجه الحاكم [٢/ ١٣١]، والبزار [١٠٥٠]، وابن أبى شيبة [٣٢٠٨٦]، و [٣٦٩٥٣]، وابن عساكر في "تاريخه [٤٢/ ٣٤٣]، والفسوى في "المعرفة [١/ ٢٨٢]، وعنه ابن عساكر أيضًا [٤٢/ ٣٤٢]، وغيرهم من طرق عن عبيد الله بن موسى عن طلحة بن جبير عن المطلب بن عبد الله بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه به ....
قلتُ: هذا إسناد ضعيف؛ وهو طلحة بن جبر مختلف فيه، تضارب فيه قول ابن معين، فتارة يقول عنه: "لا شئ" كما في "الجرح والتعديل" [٤/ ٤٨٠]، وتارة يقول: "ثقة" كما في كامل ابن عدى [٤/ ١١٢]، لكن إن ثبت أن ابن معين قد يطلق جملة "ليس بشئ" على الراوى يريد بها أنه قليل الحديث، كما قاله ابن القطان الفاسى ونقله عنه الحافظ في ترجمة (عبد العزيز بن المختار) من "هدى السارى"، فلا تضارب آنذاك في قول ابن معين لكون طلحة بن جبر مقلّ ليس بالمكثر وقد وثقه ابن حبان أيضًا. لكن تكلم غيرهما في طلحة.
فقال الحافظ أبو بشر الدولابى: "طلحة بن جبر مذموم في حديثه" نقله عنه ابن عدى، وقال الجوزجانى: "غير ثقة" وقال الطبرى: "طلحة هذا ممن لا تثبت بنقله الحجة" راجع "اللسان" [٣/ ٢١٠]، وقد اختلف في اسم أبيه أيضًا، فالأكثر يقولون: "جبر" وبعضهم يقول: "جبير".=

<<  <  ج: ص:  >  >>