للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زمزمة، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى أخبره عبد الرحمن بن عوف، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أخذها من مجوس هجر.

٨٦١ - حدّثنا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، قال: سمعت بجالة يحدث، أبا الشعثاء، وعمرو بن أوسٍ، عام حج مصعب بن الزبير وَهو إلى جنب درج زمزم كنت كاتبًا لجزء بن معاوية عم الأحنف، فأتاه كتاب عمر قبل موته بسنة: اقتلوا كل ساحرٍ، وفرقوا بين كل ذى محرمٍ من المجوس، وانهوهم عن الزمزمة، قال:


٨٦١ - صحيح: انظر قبله. والحديث ظاهر في أن بجالة قد سمع المرفوع منه عبد الرحمن بن عوف به ... وهكذا جزم به أصحاب "الأطراف"، منهم الحافظ المزى في "تحفة الأشراف" [رقم ٧٢٠٧]، وهكذا وقع منفردًا عند ابن عبد البر في "التمهيد" [٢/ ١٢٥]، بإسناده الصحيح إلى هشيم بن بشير عن عمرو بن دينار عن بجالة أن عبد الرحمن بن عوف قال ... وذكره مرفوعًا ...
لكن يقول الحافظ في التفح [٦/ ٢٦١]: "أصحاب الأطراف ذكروا هذا الحديث في ترجمة بجالة بن عبدة عن عبد الرحمن بن عوف وليس بجيد".
قلتُ: كذا قال، وقبل ذلك قال: "فيه - يعنى: في الحديث - رواية عمر بن عبد الرحمن بن عوف، وبذلك وقع التصريح في رواية الترمذى، ولفظه: (فجائنا كتاب عمر: انظر مجوس من قبلك فخذ منهم الجزية؛ فإن عبد الرحمن بن عوف أخبرنى ... فذكره".
قلتُ: وهذا مستند الحافظ في ذلك، والحق أن الأول هو المحفوظ، وأن بجالة يرويه عن ابن عوف، وليس من رواية عمر عنه إن شاء الله.
والطريق الذي وقع فيه تصريح عمر بسماعه من ابن عوف: فإنما أخرجه الترمذى [١٥٨٦]، وكذا الدارقطنى في "سننه" [٢/ ١٥٥]، كلاهما من طريق أبى معاوية الضرير عن الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن دينار عن بجالة به ...
فالحجاج كثير الخطأ والتدليس على إمامته، فمثله يسهل عليه أن يقلب الإسناد رأسًا على عقب فضلًا عن أن يخطئ في شئ منه، والراوى عنه أبو معاوية الضرير ثقة ثبت في حديث الأعمش، أما إذا بدا له أن يُحدث عن غير الأعمش: فإنه يأتى بالعجائب والغرائب مع مزيد تخليط، فلا يليق بمثل الحافظ - في نقده واطلاعه - الاحتجاج بتلك الطريق على إثبات سماع عمر لهذا الحديث من ابن عوف.=

<<  <  ج: ص:  >  >>