قلتُ: وهذا إسناد قوى. وسعد بن سمرة وثقه النسائي وغيره كما في التعجيل [١/ ١٤٨]، وإبراهيم شيخ صالح وثقه ابن معين وغيره، لكن قد اختلف عليه في إسناده، فرواه عنه القطان وابن عيينة وابن إسحاق وأبو أحمد الزبيرى ومحمد بن بشر العبدى وإسماعيل بن زكريا وغيرهم على الوجه الأول. وخالفهم وكيع بن الجراح، فرواه عن إبراهيم فقال: عن إسحاق بن سعد بن سمرة عن أبيه عن أبى عبيدة به ... ، وزاد فيه (إسحاق) وجعله من رواية سعد بن سمرة عن أبى عبيدة، هكذا أخرجه أحمد [١/ ١٩٦]، وابن أبى شيبة [٣٢٩٩١]، وعنه ابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [١/ رقم ٢٣٧]، وابن عبد البر في "التمهيد" [١/ ١٧٠]، والبخارى في "تاريخه" [٤/ ٥٧]، وأبو نعيم في "الحلية" [٨/ ٣٧٢]، وابن زنجويه في "الأموال" [رقم ٣٣٣]، وغيرهم. وهو عندهم بشطره الأول فقط. والوجه الأول هو الصواب كما قاله الدارقطنى في "العلل" [٤/ ٤٣٩]، وتابعه الحافظ في التعجيل [١/ ٢٩]، وقال: "وهو المعتمد" ثم قال: "فكأن وكيعًا كنى إبراهيم - يعنى ميمونًا -: أبا إسحاق؛ فوقع في روايته تغير؛ فإنى لم أر لإسحاق بن سعد ترجمة". قلتُ: وعدم الوجدان ليس دليلًا على العدم، وما احتمله من التغير - يعنى: التصحيف - في رواية وكيع، فهو غير مُتَّجهٍ عندى. ويردُّ عليه أن البخارى قد أخرجه في "تاريخه" [٤/ ٥٧]، من طريق وكيع قال: (عن إبراهيم بن ميمون أبو - كذا - إسحاق حجازى مولى آل سمرة عن إسحاق بن سعد بن سمرة ... إلخ) هكذا قال: "عن أبى إسحاق عن إسحاق "فأين مظنة التغيير في مثل تلك الرواية؟. وقد رواه قيس بن الربيع عن إبراهيم فقال: عن ابن سمرة بإسناده به ... ، هكذا على الإبهام (ابن سمرة) أخرجه الطيالسى [٢٢٩]. وقد وهم الإمام في "الصحيحة" [٣/ ١٢٤]، فعزاه للطيالسى ثم قال: " ... مثل رواية يحيى - يعنى القطان - وأبى أحمد - يعنى: الزبيرى - إسنادًا ... " وهذه غفلة كما عرفت، =