قلتُ: وهذا إسناد صالح إن شاء الله. وعبد الجبار بن العباس مشاه أحمد وأبو داود وابن معين والعجلى وابن شاهين والبزار، ووثقه أبو حاتم بخط عريض، ولم يصح عن أبى نعيم تكذيبه له أصلًا، وقول العقيلى: "لا يتابع على حديثه" فيه نظر، ولم يذكر له في ترجمته سوى هذا الحديث وحده، وليس في سنده ولا متنه ما ينكر عليه فيه، والرجل قد أثنى عليه الأوائل حتى وثقه إمام المتشدديين أبو حاتم الرازى، فمثله يُحتج بما ينفرد به إن شاء الله ما لم يقم اليقين أو غلبة الظن على وهمه أو خطئه في حديث بخصوصه، وشأنه في ذلك شأن غيره ممن يجاريه في حاله. ومثل قول العقيلى قاله ابن عدى أيضًا، ولم يورد له في ترجمته حديثًا منكرًا أصلًا. أما ابن حبان فقد تفلسف على عادته، وقال في "المجروحين" [٢/ ٢٥٩]: "كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الثقات .. " كذا قال، ولم يستطع أن يسوق له حديثًا واحدًا يؤيد تعسفه بشأن الرجل. ثم يأتى دور ابن الجوزى، فتراه يرمى عبد الجبار بالوضع في كتابه "الموضوعات" [٢/ ١٠]، لكونه روى حديثًا منكرًا، مع أن الآفة ليست من عبد الجبار أصلًا، كما تراه في "الضعيفة" [٢/ ١٦]، وغيرها. ولكنه التسرُّع الأهوج في ثلب أعراض الناس بدون علم. نعم قال ابن سعد في "طبقاته" [٦/ ٣٦٦]، عن عبد الجبار: "فيه ضعف" وهذا جرح مبهم، ولا بأس من الاعتبار به حتى لا نُغْضب أحدًا، فنقول: ليس عبد الجبار بذاك الثقة الثبت، وإنما هو في رتبة الصدوق المتماسك، وهو شيعى معروف من غير مغالاة. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة.