وأما قسمه في آخر الحديث على كونه سمع هذا الحديث ممن روى عنهم، فلا ينفع في تمشية حديث شيئًا، وقد يكون قال ذلك في وقت اشتداد الاختلاط عليه، ولو كان كل ضعيف - فضلًا عن كذاب - حلف على سماعه كل ما يحدث به، فقبلنا خبره، لما جاز لنا - ولمن قبلنا - تضعيف حدث قط قال بعده راوية: "إن لم أكن سمعته؛ أدخلنى الله النار" وكم مرة يصرح ابن لهيعة بسماعه من عمرو بن شعيب ويقول: "حدثنا عمرو بن شعيب .. " و "سمعتُ عمرو بن شعيب ... " و"أخبرنا عمرو بن شعيب" مع كونه ما سمع من عمرو أصلًا كما قاله أبو حاتم وغيره، وإنما كان ذلك منه في وقت اختلاطه وتغيَّره، فانتبه. والحديث أخرجه أيضًا: الرافعى في "التدوين" [١/ ٤٧٥]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" [٤/ ١٢]، كلاهما من هذا الطريق ... وللحديث طرق أخرى ثابتة عن أبى هريرة وأبى سعيد وابن عمر يأتى منها عن أبى سعيد [برقم ١٢١٧]، وعن ابن عمر [٥٧١٦]، وعن أبى هريرة [٦١٠٧]، ومضى عن أبى بكر [٥٥]. ١٠١٧ - صحيح: أخرجه البخارى [٤٧٢٧]، وأحمد [٣/ ٨]، والبيهقى في "الشعب" [٢/ رقم ٢٥٣٣]، والمزى في "التهذيب" [١٣/ ٢٦٥]، وا بن الضريس في "فضائل القرآن" [رقم ٢٤٨]، والحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" [رقم ٢٤]، وابن المقرئ في معجمه [٤٦٨]، وغيرهم، من طريق الأعمش عن الضحاك المشرقى عن أبى سعيد به باللفظ الآتى. قلتُ: وإسناده جيد لولا عنعنة الأعمش، ثم تأملتُ: فوجدته قد صرح بالسماع عند البخارى. وله طريق آخر عن أبى سعيد به. . لكن اختلف في سندها، فانظر علل أبى الحسن بن مهدى [١١/ ٢٨٢].