قلتُ: هو عند النسائي [٤٦٧٤]، وابن أبى شيبة [٢٢٦٤١]، وغيرهما، من هذا الطريق بجملته الأولى فقط وسنده صحيح متصل. لكن يأبى الحافظ الذهبى إلا أن يذكر هشام بن عائذ أبا كليب في كتابه "الميزان" [٤/ ٣٠٦]، ويورد له هذا الحديث أيضًا ثم يقول: "هذا منكر، وراويه لا يُعرف". قلتُ: وهذا عجيب جدًّا، فإن هشامًا هذا رجل معروف روى عنه أساطين الحفاظ والأئمة ووثقه جماعة من الكبار أيضًا. وكيف خفى على الذهبى أن يكشف عنه في "تهذيب شيخه المزى"، والرجل من رجال النسائي؟! بل وجدتُ الذهبى نفسه قد ذكره في "الكاشف" [٢/ ٣٣٦/ رقم ٥٩٦٨]، ثم قال: "ثقة" فالظاهر أنه لم يستحضر هذا أو اختلط عليه الرجل بغيره، ونادى ابن القطان الفاسى على نفسه بقلة الاطلاع، فقال هو الآخر عن هشام: "لا يُعرف" كما نقله عنه المناوى في "الفيض" [٦/ ٣٣٥]، ثم يأتى دور الحافظ ابن حجر، فيذكر الحديث في كتابه "التلخيص" [٣/ ٦٠]، ثم يورد قول الذهبى - وكذا ابن القطان - الماضى آنفًا بشأن هشام ثم يقول: "وقال مغلطاى: هو ثقة" ثم قال الحافظ: "فينْظر فيمن وثقه، ثم وجدته في ثقات ابن حبان". قلتُ: وهذه غفلة منه هو الآخر، فالرجل قد وثقه جماعة غير ابن حبان كما ذكرهم هو نفسه في كتابه "التهذيب" [١١/ ٣٩]، فكيف فاته الوقوف عليه؟! لا يُقال: لعله لم يكن قد ألَّف "التهذيب" حتى يرجع إليه، فإنا نقول: كلا، بل كتابه "التلخيص" متأخر عن"التهذيب" عند النظر. وقد وجدته ذكر في "التلخيص" [٢/ ١٦١]، اختلاف النقاد في عدالة راو ثم قال: "وقد استوفيتُ ذلك في تلخيص التهذيب" وهذا ظاهر جدًّا. وأعجب من صنيعه في "التلخيص" بشأن هشام: قوله عنه في "التقريب": "صدوق" فأيش هذا؟! رجل يوثقه أحمد وابن معين وأبو داود وابن شاهين وابن حبان والعجلى، ويروى عنه شعبة والثورى ويحيى القطان وابن =