ولو يشأ طار به ذو ميعة ... لا حق إلا طال نهد ذو خصل
الوجه الثالث: أن تكون حرف مصدر بمنزلة (أن) إلا أنها لا تنصب، وأكثر ما تقع به ودّ ويودّ كقوله تعالى:{وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ} أي: غفلتكم، {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} أي: كفركم. ومن وقوعها بدون ود قول قتيلة:
ما كان ضرك لو مننت وربما ... منَّ الفتى وهو المغيظ المحنق
وقول الأعشى:
وربما فات قوم جل أمرهم ... من التأني وكان الحزم لو عجلوا
وأكثر المعربين ينكرون المصدرية ويقولون: إنها في هذه الأمثلة شرطية وأن جواب الشرط ومفعول ودّ محذوفان. والرابع: التمني كقولك: لو تأتيني فتحدثني ومنه قوله تعالى: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢)} نصب (نكون) لأنه جواب التّمني، وقيل: هي الشرطية ضمنت معنى التمني، ولهذا جمع لها بين جواب الشرط والتمني في قول مهلهل بن ربيعة:
فلو نبش المقابر عن كليب ... فيخبر بالذنائب أي زيد
بيوم الشعثمين لقرَّ عينًا ... وكيف لقاء من تحت القبور
الخامس: أن تكون للعرض، نحو قولك: لو تنزل عندنا فتصيب خيرًا، وزاد بعضهم أنها تكون للتقليل كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (التمس ولو خاتمًا من حديد). وقوله:(لو أن) تقدم أن الأصل أن يلي (لو) الفعل، ولكنها تأتي بعدها (أن) كثيرًا كما قال ابن مالك -رحمه الله-:
وهي في الإختصاص بالفعل كأن ... لكن لو أن بها تقترن
كما في الحديث، والفعل مقدر بعدها. وقوله:(نهرًا) بسكون الهاء وفتحها وهو الماء البخاري من واد ونحوه، والغالب أن لا يستعمل إلا في الذي يجري على الدوام، وقد تقدم الكلام عليه في حديث الإسراء قريبًا. وقوله:(باب أحدكم) صفة لنهر، وقوله:(يغتسل منه) أي فهو يغتسل أو: والحال أنه يغتسل منه من ذلك النهر، وقوله:(هل يبقى) هل للإستفهام، و (يبقى) أي: يترك (من درنه) بفتح الراء أي: وسخه، وفي رواية البخاري:(هل يبقى ذلك) أي: الإغتسال المذكور من دون المغتسل. وقوله:(فكذلك) أي: مثل تلك الهيئة التي إذا حصلت على هذا الوجه لا يبقى شيء من الدرن