للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• اللغة والإعراب والمعنى

قوله: (ذكرنا) أي عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله: (كنيسة) معبد النصارى وهي بفتح الكاف وأم حبيبة اسمها رملة بنت أبي سفيان وأم سلمة اسمها هند بنت أبي أمية وكلتاهما من السابقات للإسلام وقوله: (رأتاها بالحبشة) أي حينما هاجرتا إلى الحبشة لأن كل واحدة منهما هاجرت مع زوجها الأول إليها فأما أم حبيبة فهاجرت مع زوجها عبيد الله -بالتصغير- بن جحش فتنصر بالحبشة ومات فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري إليها وتزوجها وهي بالحبشة وأما أم سلمة فهاجرت إليها مع زوجها وابن عمها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد ورجعا إلى مكة حينما بلغهم أن قريشًا أسلموا ثم هاجر زوجها ثانية إلى المدينة ومنعها أهلها من الهجرة ثم هاجرت إليه وجرح يوم أحد والتأم جرحه فبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة الرابعة في سرية فغنموا ورجعوا سالمين فانتفض عليه جرحه فمات منه وحديثها عنه في المصيبة مشهور وقولها بعد الاسترجاع اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها ثم قالت: ومن خير من أبي سلمة فأخلف الله عليها رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقوله: (فيها تصاوير) أي في تلك الكنيسة صور معبودات أو غيرها والتصاوير جمع صورة (فقال رسول الله إن أولئك) أولئك اسم إشارة للجمع المطلق ذكورًا كانوا أو إناثًا عقلاء وغير عقلاء كما قال ابن مالك -رحمه الله-:

وبأولا أشر لجمع مطلقًا ... والمد أولى ولدى البعد انطقا

بالكاف حرفًا دون لام أو معه ... واللام إن قدمت ها ممتنعه

فبين أنها للجمع على نوع كان وأن الأولى أن تكون ممدودة أي أولاء بالهمزة وذلك يدل على أنها تقصر قال النحاس: (أهل نجد يقولون أولاك وبعضهم يقول ألاك والكاف للخطاب قال الكسائي من قال أولئك فواحدة ذلك ومن قال ألاك فواحدة ذاك). اهـ ويقولون أولا لك مثل أولئك قال الشاعر:

أولئك قومي لم يكونوا أشابة ... وهل يعظ الضليل إلا أولالك

وقال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} وقال جرير:

ذم المنازل بعد منزلة الألى ... والعيش بعد أولئك الأيام

وقال كعب بن مالك - رضي الله عنه -:

أولاك نجوم لا يعبك منهم ... عليك بخس في دجى الليل طالع

قوله: (إذا كان فيهم الرجل الصالح) تقدم الكلام على إذا أول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>