حديث أم هانئ: مرني بعمل أعلمه، وأنا جالسة. الحديث وفيه "سبِّحي الله مائة تسبيحة إلخ". وفي رواية دلني على عمل يدخلني الجنة وهو عند أحمد وجماعة، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما عمل آدمي عملًا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله". وقوله في حديث البطاقة:"احضر وزنك وفيه فإنك لن ينقص من عملك" الحديث وقوله لمن قال له: "دلني على عمل يدخلني الجنة". قال:"لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله. .".
ومثاله في السنة كثير فهو إما حقيقة لغوية وهو الظاهر أو شرعية ولا داعي لحمله فيما ذكرنا على المجاز والله أعلم. أما الاعتراض بكون من حلف لا يعمل عملًا فقال قولًا فهو لا يحنث فهو مدفوع بأن الأيمان تجري على العرف وعلى بساط اليمين وهو السبب الباعث عليه كما يأتي إن شاء الله. وقد تقرر في علم العربية أن اتصال ما بإن وأخواتها مبطل لاختصاصها بالأسماء فيصح دخولها على الأفعال ويبطل عملها لكن قد يراعى فيها أصل الاختصاص فتبقى على عملها كما قال ابن مالك:
ووصل ما بذي الحروف مبطل ... أعمالها وقد يبقى العمل
وأنشدوا عليه بيت النابغة المشهور وهو يروى بالإعمال والإِهمال وهو قوله:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد
وهي هنا مكفوفة عن العمل ولهذا ارتفع الاسم وهو الأعمال. وقوله:(بالنية) هذه رواية المصنف وفي رواية للبخاري وغيره وهي الرواية الأولى عنده (بالنيات) بلفظ الجمع والمعنى في الروايتين واحد لأنها هنا تكون اسم جنس وهو في قوة الجمع. والنية: عقد القلب على الشيء وقيل: هو العزم عليه وأنشد قول الشاعر:
صرمَتْ أميمة خلتي وصلاتي ... ونوت ولما تنتوى كنواتى
يقول: لم تنو فيَّ كما نويت فيها.
ومنه قول الشاعر أيضًا:
إذا ما نظرنا في مناكح خالد ... علمنا الذي ينوي وكيف يريد