وهي طرف الأصبع الذي فيه الظفر وتجمع أيضًا جمع سلامة على أنملات وباقي الألفاظ تقدّم شرحها.
وقوله: (اغتسلت من عامة خطاياك) اغتسلت منها بمعنى غفرانها كأنها وسخ غسل، والعرب تكنّى عن الذنب والفعل الذي ليس يستحسن بالوسخ كما في قول الراجز:
اللهم إن عامر بن فهم ... أوذم حجًا في ثيابٍ دُسْم
وتقدّم في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم اغسل خطاياي الحديث".
وقوله: (عامة) من ألفاظ التوكيد للعموم وأصلها عاممة بوزن فاعلة قال ابن مالك -رحمه الله-:
واستعملوا أيضًا ككل فاعلة ... من عم في التوكيد مثل النافلة
وعامة الشيء جميعه والعامة والكافة والعافية والعاقبة ألفاظ لا تثنى ولا تجمع لأنها في الأصل مصادر.
وقوله: (فإن أنت) إن أداة شرط يجب تقدير الفعل بعدها يفسّره المذكور.
وقوله: (وضعت وجهك) يعني صليت فسجدت لله والمراد به الصلاة بعد الوضوء كما تقدّم في حديث عثمان وغيره.
وقوله: (كيوم ولدتك أمك) تشبيه في محو الذنوب كأنها لم تكن وكأن الإِنسان في حال رفع القلم عنه فهي مبالغة في محو الذنوب والسلامة من تبعتها والكاف في محل نصب نعت لمصدر محذوف والتقدير خروجًا مثل خروجك يوم ولدتك وداخلة في الأصل على محذوف وهو خروجك.
وقوله: (يوم ولدتك أمك) الظرف هنا يحتمل أن يكون مجرورًا معربًا ويحتمل أنه مبني في محمل نصب وبناؤه على الفتح كما هو الغالب في مثله من الظروف والمختار فيه هنا البناء لأن بعده فعل مبني على القاعدة المشار لها بقول ابن مالك -رحمه الله-:
وابن أو أعرب ما كإذ قد أجريا ... واختر بنا متلو فعل بُنِيَا
والمعنى إذا فعلت ذلك تكون طاهرًا من الذنوب كطهارتك منها حين ولدتك أمك فهو مبالغة في الخروج من الذنوب وقول أبي أمامة (انظر ما تقول)