فحضر وقوله:(بعد) ظرف مبني على الضم مقطوع عن الإِضافة في اللفظ دون معناها أي بعد ما مضى من الزمن.
وقوله:(أنا فرطهم على الحوض) الفرط والفارط هو الذي يتقدم الواردة إلى الماء فيملأ لهم الحياض استعدادًا لشربهم ففرط فعل بمعنى فاعل مثل تبع بمعنى تابع أي أتقدمهم إليه كما تقدم الفرط الواردة قال الشاعر:
فأثار فارطهم قطاطًا جثما ... أصواتها كتراطن الفرس
والجمع فراط كرمان، قال القطامي:
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا ... كما تقدم فراط لوراد
وفرط الحوض ملأه، قال كعب بن زهير - رضي الله عنه - يصف غديرًا:
تنفى الرياح القذا عنه وأفرطه ... من صوب ساريه بيض يعاليل
أي ملأه من صوب السحابة السارية التي تكون بالليل.
وقوله:(وأنا فرطهم على الحوض) جملة حالية أو أنا فرطهم استئنافية وعلى الحوض جار ومجرور في محل نصب حال أي حال كوني على الحوض أي عنده انتظر كما ينتظر الفرط الوارد عليه من الناس والدواب، وقوله:(كيف) في محل نصب على المصدرية عند من يقول ذلك فيها أي أن ذلك من معانيها وقد تقدم الكلام على ذلك في حديث عبد الله بن زيد ٩٧ على أن يكون التقدير تعرفهم أي معرفة أو على الحال والتقدير على أي: حال تعرفهم.
وقوله:(من) اسم موصول في محل نصب مفعول به لتعرف وقوله: (من أمتك) من بيانية والمراد بالأمة هنا أمة الإِجابة فتخص المسلمين من الأمة وهكذا كلما جاء لفظ الأمة في مقام الوعد الحسن أو الثناء فالمراد بها أمة الإِجابة وأما أمة الدعوة فهي تشمل المسلمين وغيرهم، كما قال:"والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ولا غيرهما ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا دخل النار".
وقوله:(أرأيت) بخطاب الواحد فهو يدل على أن المتكلم واحد وأسند القول في قوله (قالوا: بلى) للجميع لأنهم ساكتون له عليه ومتطلعون للجواب كلهم فكأنه ناب عن الباقين في السؤال فوجه الخطاب إليه وهم حاضرون يسمعونه وهذه اللفظة وهي أرأيت كلمة يقصد بها الاستخبار فهي بمعنى أخبرني