وللعرب فيها على ما قاله الفراء لغتان ومعنيان أحدهما: أن يسأل بها عن الرؤية بالعين نحو: أرأيت زيدًا أو أرأيتك نفسك إذا أوقعت الرؤية على المخاطب أي هل رأيت نفسك على غير هذه الحالة فهي بهذا المعنى مهموزة لا تحذف همزتها وتثنى وتجمع والمعنى الثاني: أن تكون بمعنى أخبرني كما هنا فهي في هذه الحالة يجوز فيها الهمز نحو أرأيت وأرأيتك ويجوز تركه وفي الحالتين تلزم التاء الفتح ولا تثنى ولا تجمع فمن استعمالها غير مهموزة قول أبي الأسود:
أريت امرءًا كنت لم أبله ... أتاني فقال اتخذني خليلًا
وقول بعض بني جذيمة:
أريتكم إن طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو الفيتكم بالخوانق
أما كان حقًا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق
وقول ركاض بن براق الدبيري:
فقولا صادقين لزوج حبي ... جعلت لها أن بخلت فداء
أريتك إن منعت كلام حبّي ... أتمنعني على حبي البكاء
قال الفراء: ترك الهمزة أكثر في كلام العرب وقريش يهمزونها وإن كان الهمز ليس لغتهم قال: وإنما تركوا التاء مفتوحة موحدة لأنهم لم يريدوا أن يوقعوا الفعل عليها واكتفوا بذكرها أي وجعلوا الفعل واقعًا على الكاف لأنها آخر اللفظ والأكثرون على أنها أي الكاف حرف زائد في الخطاب لا محل له من الإعراب وقد تكون أرأيت بمعنى التعجب والتنبيه.
قلت: قد يرد على قولهم إنها إذا كانت بمعنى أخبرني تلزم التاء الفتح كونها وردت في القرآن الكريم في عدة مواضع والتاء مضمومة مع ميم الجمع كقوله: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (٦٣)} {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ} ونحو ذلك ولعل الضم فيه لمناسبة ميم الجمع ولم أر من تعرض لذلك من أهل اللغة ولا أهل التفسير والله أعلم، قوله:(لو كان) لو حرف شرط والغالب دخوله على الماضي فإن وقع المضارع بعده أوِّل بالماضي وقوله: (كان) يحتمل أنها ناقصة والجار والجرور الخبر، ويحتمل أنها تامة بمعنى وجد