نامت خلاخلها وجال وشاحها ... وجرى الوشاح على كثيبٍ أَهيل
فاستيقظت منها قلائدها التي ... عقدت على جيد الغزال الأكحل
أي: تحركت القلائد وهي حليها. والمراد بالتيقظ: القيام من النوم، كما في روايتي أبي داود وابن ماجه:"إذا قام أحدكم" بدل استيقظ، وتقدمت الإشارة إليهما. وقوله:(أحدكم) أي أحد المكلفين المخاطبين، فيستوي فيه الذكر والأنثى وتقدم في شرح الآية أن الهمزة في أحد مبدلة من الواو، وأن الأصل: وحدكما، جاء على الأصل في قول النابغة:
كأنّ رحلي وقد زال النهار بنا ... بذي الجليل على مستأنس وحد
أي: منفرد. وقوله:(من نومه) النوم ضد اليقضة، مصدر نام ينام نومًا، إذا انقطع عن الإحساس، وقال ابن سيده: النوم النعاس. قلت: وسيأتي إن شاء الله في نواقض الوضوء ما يدل على ذلك، وظاهره العموم من نوم الليل والنهار، ومن خصصه باللّيل دون النهار فبقرينة قوله:(باتت يده)، وتقدم أنّه عند ابن ماجه وفي بعض روايات الترمذي "من الليل"، وهذا عند من لم ير التخصيص بالليل يقول: إنه خرج مخرج الأكثر والغالب. وقوله:(فلا يغمس) الفاء واقعة في جواب الشرط و"لا" ناهية، و "يغمس" مجزوم بها، من غمس يغمس، من باب ضرب: إذا أدخل يده أو غيرها. وقوله:(يده) اليد الجارحة المعروفة، وهي من الأسماء المحذوفة اللام ولامها ياء، لقولهم في التصغير: يُدَيَّة، وتقدم في شرح الآية أنّ أصلها يَدْي على وزن فعل، وذكر بعضهم أن فيها لغات أربعًا إحداهن: يدا، قال الراجز:
يا رُب سار بات ما توسدا ... إلا ذراع العنس أو كف اليدا
وقال الآخر:
وقد أقسموا لا يمنحونك نفعه ... حتى تمد إليهم كف اليدا
ويدٌّ بالتشديد كما في قول الشاعر:
فجازوهم بما فعلوا إليكم ... مجازاة القروض يدًا بيدِّ
ويَد وهي الأكثر، ويده بتعويض الهاء عن المحذوف، والمراد بها هنا ما جرت العادة أن يُدْخَل في الإناء وهي: الكف والأصابع. وتقدم أن اللفظة، أعمُّ من ذلك، لأنها تطلق على الجارحة كلها من المنكب إلى أطراف الأصابع، وبيّنت السنة المراد