وقولها:(انقطع عقد لي) العقد: هي القلادة تكون من خرز وغيره تلبسها النساء للتجمل، قال كثير يمدح عبد الله بن مروان:
إذا ما أراد الغزو لم تثن عزمه ... حصان عليها نظم در يزينها
نهته فلما لم تر النهي عاقه ... بكت فبكى مما عراها قطينها
فالمراد بنظم الدر القلادة منه. وجمع العقد عقود قال الشاعر:
ومرتجة الأعطاف زانت عقودها ... بأحسن مما زينتها عقودها
فالعقد: هو الخرز أو الجوهر المنظوم في سلك، وقال الآخر:
حتى إذا أطاح عنها المرط من دهش ... وانحل بالضم عقد السلك في الظلم
تبسمت فأضاء الليل فالتقطت ... حبات مُنْتَثَر في ضوء منتظم
وقولها:(لي) أضافته إلى نفسها وفي الرواية الأخرى: "عقد لأسماء" وهي أختها بنت أبي بكر، وذلك محمول على أن العقد لأسماء كانت عائشة قد استعارته منها، فنسبته أحيانًا لنفسها لأنه عندها وأحيانًا نسبته لأسماء لأنها صاحبته. وفي رواية:"أنه من جزع ظفار" والجزع نوع من الخرز، وظفار بلدة باليمن نسب إليها هذا الخرز لأنه يأتي منها. وقولها:(فأقام) الفاء سببية أو عاطفة أي مكث في ذلك المكان ولم يرتحل منه، والناس تبع له فأقاموا معه. وقولها:(على التماس) أي على طلبه، والطلب يطلق عليه التماس لأن الطالب للشيء كأنه يحاول مسه، وعلى التماسه أي لأجل التماسه وفي الرواية الأخرى:"أنه بعث رجالًا في طلبه" ولا منافاة؛ لأنه إذا بعث في طلبه وأقام ينتظر من بعثهم فقد أقام على التماسه. وقولها:(ليسوا على ماء) جملة في محل الحال، أي لم ينزلوا بمكان فيه ماء. وقولها:(ليس معهم ماء) أي ليس عندهم ماء لشربهم ووضوئهم. وقولها:(فأتى الناس إلى أبي بكر) أي جاء بعض الصحابة إلى أبي بكر وشكوا إليه وأسندوا الفعل إليها بقولهم: (أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -)، لأن سبب الإحتباس طلب عقدها فرأوا أنها هي التي سببت ذلك. وقولهم:(ألا ترى) ألا أداة استفتاح لتعظيم الأمر، و"ترى" بمعنى تنظر، وقولهم:(حبست إلخ) جملة تفسيرية "لِمَا" الموصولة أي الذي صنعته حبست الناس.
وقولها:(فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي) الفاء