أحمد بن ثابت: ضعفه ابن معين وأحمد والبخاري، وقال أحمد والبخاري: ينكر عليه حديث التيمم -يعني هذا. قال البخاري: خالفه أيوب وعبد الله بن عمر والناس فقالوا: عن نافع عن ابن عمر فعله، أي أن الحديث موقوف عند هؤلاء، ورفعه أحمد بن ثابت، والمراد بعبد الله بن عمر الذي خالفه: العمري الذي يروي عن نافع، وقال أبو داود إنه لم يتابع أحد محمد بن ثابت على ضربتين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورووه من فعل ابن عمر. قال ابن حجر -رحمه الله-: لو كان محمد بن ثابت ثقة لما ضرَّه وقف من وقفه، على طريقة أهل الفقه، وقد قال البيهقي: رفع هذا الحديث غير منكر، لأنه رواه الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا، إلا أنه لم يذكر التيمم يعني أن أصل الحديث مرفوع بدون ذكره، ورواه ابن الهاد عن ابن عمر فذكره بتمامه إلا أنه قال: مسح وجهه ويديه، والذي تفرد به محمد بن ثابت في هذا ذكر الذراعين. وحديث ابن عمر:"التيمم ضربتان ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين" أخرجه الدارقطني والبيهقي، وفيه علي بن ظبيان وقد ضعفه ابن معين ويحيى القطان وغيرهما. قال الدارقطني: وقفه يحيى القطان وهشيم وغيرهما وهو الصواب، ثم رواه من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر موقوفًا، ورواه الدارقطني أيضًا من طريق سالم عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"تيممنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ضربنا بأيدينا على الصعيد الطيب ثم نفضنا أيدينا فمسحنا بها وجوهنا، ثم ضربنا ضربة أخرى على الصعيد الطيب ثم نفضنا أيدينا فمسحنا بأيدينا من المرافق إلى الأكف" وفيه سليمان بن أرقم: متروك. قال البيهقي: رواه معمر وغيره عن الزهري موقوفًا وهو الصحيح، ثم ذكر رواية أخرى عن سالم ونافع جميعًا عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"التيمم ضربتان: ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين" وهو من طريق سليمان بن داود الحراني وهو متروك. قال أبو زرعة: حديث باطل.
قلت: فهذا معظم ما روي عن ابن عمر في هذا الباب، وهو بمجموعه يفيد أن الموقوف منه على ابن عمر صحيح، ولم يصح شيء من رواياته مرفوعًا، ولكن فعل ابن عمر يدل على أن له أصلًا؛ لأنها مسألة في الطهارة وهي من مهمات الدين، وابن عمر معروف بالتحري والإتباع فيبعد أن يفعلها بدون أصل، والله أعلم.