حجم الحمار، وهذه صفة للدابة، يقال: هذا الشيء دون هذا؛ إذا كان أقل منه، وفوق إذا كان أكثر منه. وقوله:(ثم انطلقت مع جبريل) أي: خرجت أسير معه، والإنطلاق: الذهاب وعدم وجود ما يمنع من السير عند إرادته، وقوله:(أسير) جملة في محل نصب على الحال، والتقدير: انطلقت حال كوني سائرًا مع جبريل، ويجوز أن يكون (انطلقت) هنا ضمن معنى: شرعت في السير، ومع ظرف يقتضي المصاحبة للشيء أي مصاحبًا له ومرافقًا، و (جبريل) علم، قيل: إن أصل الوضع فيه عجمي تلقته العرب فاستعملته استعمال أوضاعها، أو اتفقت فيه اللغة العربية مع غيرها في الوضع ولهذا لم تضع له اسمًا. وصحح القرطبي وغيره فيه وفي نظائره من الألفاظ المسمى بها التي جاءت في القرآن؛ أنها عربية نزل بها جبريل بلسان عربي، ولا يضر على ذلك اتفاق غير العربية فيها معها، وفيه عشر لغات: الأولى: جبريل بياء وبدون همز، وهي لغة أهل الحجاز، قال كعب بن مالك - رضي الله عنه -:
وببئر بدر إذ يرد جموعهم ... جبريل تحت لوائنا ومحمد
الثانية: جَبْريل بفتح الجيم، وبها قرأ ابن كثير والحسن، الثالثة: جبرءيل بياء بعد الهمزة وبدون ألف، وقرأ بها بعض أهل الكوفة وأنشد في شرح القاموس لكعب بن مالك - رضي الله عنه -:
شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة ... مدى الدهر إلا جبرءيل أمامها
وهي لغة قيس وتميم، والرابعة: جبرئل من غير ياء بعد الهمزة، وقرأ بها أبو بكر عن عاصم. الخامسة مثلها إلا أن اللام مشددة وبها قرأ يحيى بن معمر، السادسة: جبرائل بألف بعد الراء وبدون ياء بعد الهمزة قراءة عكرمة، السابعة مثلها إلا أَن فيها ياء بعد الهمزة. الثامنة: جبراييل بياءين من غير همزة، قرأ بها الأعمش ويحيى بن يعمر أيضًا. التاسعة جبرءين بفتح الجيم وبعد الهمزة ياء وبدل اللام نون. العاشرة: جبرين بكسر الجيم من غير همز والياء بعد الراء ساكنة وآخره نون، قيل: إنها لغة بني أسد ولم يُقرأ بها. وقوله:(فأتينا السماء الدنيا) والضمير في أتينا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وجبريل، ففيه استعمال ضمير الجماعة للإثنين كما في قوله تعالى:{وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}. والسماء الدنيا أي القربى من السموات التي هي سقف للعالم السفلي، والدنيا