كتاب التدريب في الفقه الشافعي

كتاب الرجعة - ج: 3 - ص: 318

بِمَعْرُوفٍ} (١).

وعنِ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِن (٢) فعلِهِ: مَا رَواهُ عُمَرُ -رضي اللَّه عنه-: أنَّ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- طلَّقَ حَفْصةَ ثُمَّ راجَعَها. أخرجَه أبو داودَ والنَّسائيُّ وابْنُ ماجه (٣).

وفِي حديثِ أنَسٍ -رضي اللَّه عنه- أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لمَّا طلَّقَ حَفصةَ أُمِرَ أن يُراجِعَها فراجَعَهَا. أخرجَه البَيهقيُّ (٤).

---

(١) قال الماوردي (١٠/ ٣٠١): والأصل في إباحة الرجعة بعد الطَّلَاق قول اللَّه تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: ٢٢٩].
(٢) "من": زيادة من (ل، ز).
(٣) حديث صحيح: رواه أبو داود (٢٢٨٣) في: باب في المراجعة، والنسائي (٥٧٥٥/ كبرى) في باب الرجعة، وفي "المجتبى" (٦/ ٢١٣) في باب الرجعة، وابن ماجه (٢٠١٦) في كتاب الطلاق باب حدثنا سويد بن سعيد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٣٢١) في باب إباحة الطلاق قال اللَّه جل ثناؤه: {إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} وفي "السنن الصغرى" (٢٦٤٩) في باب إباحة الطلاق: من طريق سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. . الحديث.
(٤) "سنن البيهقي الكبرى" (٧/ ٣٦٧) في كتاب الرجعة: من طريق هشيم قال: أنا حميد عن أنس. . فذكره.
ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (٢١٥٨)، وابن سعد في "الطبقات" (٨/ ٨٤) وأبو يعلى (٣٨١٥) والحاكم (٢/ ٢١٥) والمقدسي في "المختارة" (١٩٨٣) وإسناده صحيح وقد صرح هشيم بالتحديث فزالت شبهة تدليسه.
ولكن: رواه الدارمي في "سننه" برقم (٢٢٦٥) في باب في الرجعة. . قال: أخبرنا سعيد ابن سليمان، عن هشيم، عن حميد، عن أنس: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- طلق حفصة ثم راجعها. . قال أبو محمد الدارمي: كان علي بن المديني أنكر هذا الحديث، وقال: ليس عندنا هذا الحديث بالبصرة عن حميد.